في ليلة الـ27.. تعرف على علامات ليلة القدر 1446ه‍

تقارير وحوارات

ليلة القدر
ليلة القدر

 

ليلة القدر.. تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك تزامنًا مع اقتراب ليلة الـ27 حيث يتزايد اهتمام المسلمين حول العالم بتحري ليلة القدر، تلك الليلة المباركة التي اختصها الله بفضل عظيم وجعلها خيرًا من ألف شهر، حيث تتنزل فيها الملائكة، وتُستجاب فيها الدعوات، وتُقدَّر فيها الأرزاق والأعمار.

ليلة القدر في القرآن الكريم

 

تحتل ليلة القدر مكانة عظيمة في الإسلام، وقد جاء ذكرها صريحًا في القرآن الكريم في سورة القدر:
بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (1) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (2) لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ (3) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ (4) سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (5)."

وقد ورد أن هذه الليلة هي التي نزل فيها القرآن الكريم، كما أنها ليلة تتجلى فيها رحمة الله ومغفرته لعباده، حيث يستجيب فيها لدعواتهم، ويكتب لهم الخير في عامهم المقبل.

ليلة القدر في السنة النبوية

جاءت العديد من الأحاديث النبوية التي تؤكد عظمة هذه الليلة وأهميتها، وتحضّ المسلمين على الاجتهاد في العبادة خلال العشر الأواخر من رمضان، خاصة في الليالي الوترية.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العبادة خلال هذه الليالي، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله." (رواه البخاري ومسلم).

كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى." (رواه البخاري).

وتشير العديد من الروايات إلى أن ليلة القدر قد تكون في ليلة السابع والعشرين، فقد جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليلة القدر ليلة سبع وعشرين." (رواه أبو داود).

علامات ليلة القدر

 

ذكر العلماء بعض العلامات التي قد تدل على ليلة القدر، ومنها:

طمأنينة وسكينة يشعر بها المؤمن في قلبه.

تكون الليلة معتدلة، لا حارة ولا باردة.

يكون القمر فيها مشرقًا، وتكون السماء صافية.

في صباحها، تكون الشمس بلا شعاع، كما ورد في بعض الأحاديث.


فضل الدعاء في ليلة القدر

 

تُعتبر ليلة القدر فرصة عظيمة للدعاء والتقرب إلى الله، حيث يستجاب فيها الدعاء بإذن الله. وقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، أرأيت إن وافقتُ ليلة القدر، ما أقول فيها؟" فقال صلى الله عليه وسلم: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني." (رواه أحمد والترمذي).

ويستحب في هذه الليلة الإكثار من الصلاة والذكر وقراءة القرآن، والاجتهاد في الطاعات، وطلب المغفرة من الله عز وجل.

كيف نستعد لليلة القدر؟

لاغتنام هذه الليلة المباركة، يُستحب للمسلمين:

1. الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.


2. الإكثار من الصلاة وقيام الليل، فهو من أعظم الأعمال التي تُقرب العبد من ربه.


3. الدعاء والاستغفار، خاصة الدعاء الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني."


4. الإحسان إلى الناس، والتصدق على الفقراء والمساكين.


5. قراءة القرآن وتدبر معانيه، طلبًا للرحمة والمغفرة.

في النهاية ليلة القدر هي هبة من الله لعباده، وفرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العام، ومن يفوز بها فقد فاز بعظيم الأجر. لذا، ينبغي على المسلمين أن يتحروا هذه الليلة المباركة بالاجتهاد في الطاعات، والتضرع إلى الله بالعبادات والدعوات، فإنها ليلة لا تُضاهى في فضلها وخيرها.

اللهم بلغنا ليلة القدر، واجعلنا فيها من العتقاء من النار، وتقبل منا أعمالنا، واغفر لنا ذنوبنا، وارزقنا رحمتك الواسعة.