عاجل - الاستثمار في الإنسان نهج الدولة المصرية.. رسائل الرئيس في احتفال ليلة القدر

تقارير وحوارات

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

في ليلة مباركة اختصها الله بنزول القرآن الكريم، شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر، حيث ألقى كلمة تناولت العديد من الرسائل المهمة حول بناء الإنسان، وترسيخ القيم الأخلاقية، ودور مصر في دعم القضايا العادلة. جاء الاحتفال ليؤكد التزام الدولة المصرية بالاستثمار في الإنسان، ليس فقط من خلال التعليم والتوعية، ولكن أيضًا عبر تعزيز الهوية الوطنية والروحية، ما يعكس رؤية واضحة لبناء مجتمع واعٍ ومستقر.

الاستثمار في الإنسان.. نهج الدولة المصرية


أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن بناء الأوطان لا يتحقق إلا ببناء الإنسان، مشددًا على أن الدولة المصرية جعلت الاستثمار في الإنسان نهجًا أساسيًا تسعى من خلاله إلى إعداد جيل واعٍ قادر على مواجهة تحديات العصر. وأوضح أن هذا الاستثمار لا يقتصر على التعليم فقط، بل يمتد إلى غرس القيم الأخلاقية، وتعزيز الوعي المجتمعي، وتحصين الأجيال من الأفكار المتطرفة. كما أشار إلى أن الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية، من أجل بناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة التحديات بثبات ورؤية واضحة.

كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفال ليلة القدر

بسم الله الرحمن الرحيم
العلماء الأجلاء،
ضيوف مصر الأعزاء.. الحضور الكرام،
﴿السلام عليكم ورحمة الله وبركاته﴾

أتوجه في البداية، بأصدق التهاني إلى حضراتكم جميعًا، والشعب المصري العظيم، بمناســـــبة احتفالنا بـ "ليلة القدر" المباركة.. تلك الليلة التي جاءت بنفحاتها الإيمانية العطرة.. داعيًا الله ﴿العلي القدير﴾ أن يعيدها على مصرنا العزيزة، وعلى الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع، بفيض من الخير واليمن والبركات.

وفي هذه المناسبة الغراء، أعرب عن بالغ تقديري، لفضيلة الإمام الأكبر - وأتمنى له الشفاء - وكافة علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، لما يبذلونه من جهود مخلصة، لترسيخ مفاهيم الإسلام السمحة، وتصحيح الأفكار المغلوطة، وتعزيز صورة الإسلام، الذي ينبذ التشدد ويلفظ التطرف بكافة أشكاله، مكرسين بذلك مكانة الأزهر الشريف، منارة علم وإرشاد، تنير دروب الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض، ومرجعًا راسخًا؛ يستند إليه لفهم صحيح الدين.

السيدات والسادة،
لقد اختص الله ﴿عز وجل﴾ هذه الليلة المباركة، بنزول القرآن الكريم، ليكون منهجًا لبناء المجتمع وإعماره وتنميته، وإن بناء الأوطان لا يتحقق إلا ببناء الإنسان.. لذلك جعلت الدولة المصرية، الاستثمار في الإنسان نهجًا أساسيًا، تسعى من خلاله إلى إعداد جيل واعٍ، مستنير، قادر على مواكبة تحديات العصر، ومؤهل للمساهمة في مسيرة البناء والتنمية، وفق رؤية واضحة، تضع الإنسان في مقدمة الأولويات.. وكما جاء القرآن الكريم بمنهج البناء والإعمار، جاء أيضًا بمنهج ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية.

ومن هذا المنطلق، فإن الحفاظ على هويتنا، وتعزيز القيم الأخلاقية مسؤولية مشتركة، تتطلب تضافر جهود جميع مؤسسات بناء الوعي، من الأسرة إلى المدرسة، ومن المسجد والكنيسة إلى وسائل الإعلام.

إننا بحاجة إلى خطاب ديني وتعليمي وإعلامي واعٍ، يرسخ هذه القيم، ويؤسس لمجتمع متماسك، قادر على مواجهة السلوكيات الدخيلة بثبات ورشد.

شعب مصر العظيم،
لا يسعني في هذا المقام، إلا أن أتقدم لكم، بأسمى عبارات الشكر والتقدير، على مواقفكم الصادقة والتصدي بشجاعة وثبات، للتحديات الاستثنائية التي تواجه منطقتنا.

واسمحوا لي أن أتوقف هنا أمام هذه العبارة لأعرب عن احترامي وتقديري للشعب المصري خلال هذه الفترة الصعبة التي مرت وما زالت على المنطقة ومصر، تماسك الشعب المصري أمر له بالغ التقدير والإعجاب والاحترام.. والحقيقة هذا ليس بجديد على المصريين.. هم في المواقف الصعبة شكل مختلف.. يتجاوزون أي شيء، من أجل ذلك بأسمى وأسمكم أتوجه للشعب المصري بكل الاحترام والاعتزاز، هذا الأمر حقيقة ليس تقدير واحترام مني فقط ولكن كانت نقطة أثارت إعجاب الكثيرين.. لقد اعتقد البعض أن هذه الظروف الصعبة قد تكون لها تأثيرات سلبية، لكن ما حدث هو المتوقع من المصريين، أن موقفكم وصلابتكم أمر مقدر جدًا عند الله تعالى، ربنا يقدرنا ويوفقكم أن نعمل كل شيء طيب من أجل مصر والإنسانية.

الإخوة والأخوات.. السادة الحضور،
إنني على يقين راسخ، بأن وحدتنا التي لا تعرف الانكسار، وصلابتنا المتأصلة في نفوسنا، وتمسكنا بقيمنا ومبادئنا الخالدة، ستكون هي المفتاح لعبور كل التحديات، وتجاوز كل الصعاب التي تعترض طريقنا.

من هذا المنبر،
أجدد التأكيد على أن مصر، ستظل تبذل كل ما في وسعها، لدعم القضية الفلسطينية العادلة، والسعي الحثيث لتثبيت وقف إطلاق النار، والمضي في تنفيذ باقي مراحله.. وندعو الشركاء والأصدقاء، لحشد الجهود من أجل وقف نزيف الدم، وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة.

ختامًا،
وفي رحاب هذه الليلة المقدسة، التي تنزل فيها القرآن الكريم، رحمة وهداية للعالمين، أدعو الله ﴿سبحانه وتعالى﴾ أن يوفقنا لما فيه خير بلدنا وأمتنا والإنسانية جمعاء، وأن يكلل مساعينا بالنجاح والتوفيق.

وقبل مغادرة الرئيس، وجه رسالة طمأنة إلى الشعب المصري، معاودًا الإعراب عن التقدير لتماسك وصلابة الجبهة الداخلية، ومشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى حافظ لمصر على الدوام.