رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي من أحلك فصول التاريخ

عربي ودولي

 تجارة الرقيق عبر
تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي من أحلك فصول التاريخ

أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانج، أن تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي تمثل أحد أحلك الفصول في تاريخ البشرية، مشددًا على ضرورة تفكيك إرث هذه الممارسة البغيضة، ووضع أسس لمستقبل أكثر عدلًا قائم على الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان.

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة العامة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. 

وأوضح يانج أن هذه الممارسة أدت إلى اقتلاع ما بين 25 و30 مليون شخص قسرًا من ديارهم في إفريقيا، حيث تم تقييدهم ونقلهم إلى منطقة البحر الكاريبي والأمريكيتين على مدى 400 عام، مشيرًا إلى أن العديد منهم لم ينجوا من هذه الرحلة القاسية.

استمرار آثار العبودية رغم إلغائها

وأشار رئيس الجمعية العامة إلى أنه رغم إلغاء الرق رسميًا واستعادة الدول الأفريقية سيادتها عبر موجات من إنهاء الاستعمار، إلا أن آثار الظلم الناجم عن تجارة الرقيق لا تزال قائمة حتى اليوم، حيث تستمر السياسات والمؤسسات في perpetuating العنصرية والقمع المنهجي ضد المنحدرين من أصل أفريقي.

ودعا يانج إلى ضرورة تفكيك هذه الهياكل غير العادلة وتعزيز القوانين التي تدعم المساواة في مختلف المجالات مثل السكن، التوظيف، الرعاية الصحية، التعليم، والعدالة الجنائية.

كما أكد على أهمية تطبيق سياسات لا تقتصر فقط على الاعتراف بالظلم التاريخي، بل تسعى لتصحيحه وحماية كرامة وحقوق المنحدرين من أصل أفريقي، مشددًا على ضرورة معالجة التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية المتجذرة التي نشأت نتيجة لاستغلال الشعوب المستعبدة، وضمان وصولهم العادل إلى الموارد والفرص.

التعليم وإحياء الذكرى لضمان عدم نسيان التاريخ

أكد يانج أن التعليم وإحياء ذكرى تجارة الرقيق أمران ضروريان لضمان عدم نسيان هذا التاريخ المظلم، مشددًا على ضرورة إدراج تاريخ الرق وتداعياته في المناهج التعليمية حول العالم.

وأضاف أن المجتمع الواعي هو الأكثر قدرة على مواجهة التحيز وتعزيز قيم التعاطف والتسامح.

كما أشار إلى إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عن العقد الدولي الثاني للمنحدرين من أصل أفريقي لعام 2024، مؤكدًا أن هذه المبادرة توفر فرصة حاسمة لمعالجة الإرث المستمر للرق والاستعمار.

دعوة لدعم المبادرات الإصلاحية والمصالحة

وشدد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن الوقت قد حان لدعم المبادرات التي تعزز التعافي من آثار العبودية، سواء من خلال اتخاذ تدابير إصلاحية، أو تقديم اعتراف علني، أو تنفيذ مشاريع مجتمعية تهدف إلى تحقيق المصالحة.

واختتم يانج كلمته بالتأكيد على أن مكافحة بقايا تجارة الرقيق والاستعمار يجب أن تكون مسؤولية عالمية، مشيرًا إلى أن تحقيق عالم أكثر عدلًا وإنصافًا يتطلب تعاونًا دوليًا وعملًا جماعيًا مستمرًا لتعزيز الكرامة والعدالة للجميع.