تقدم الجيش ومجازر في الفاشر.. ماذا يحدث في السودان؟

تواصل القوات المسلحة السودانية، بدعم من الأجهزة النظامية ومساندة شعبية واسعة، عملياتها العسكرية لتطهير البلاد من ميليشيا الدعم السريع، في إطار مساعيها لاستعادة الأمن والاستقرار، تمهيدًا لبدء مرحلة إعادة البناء والتعمير.
تقدم ميداني في العاصمة
في الأيام الأخيرة، أحرز الجيش السوداني تقدمًا ملموسًا في الخرطوم، حيث استعاد السيطرة على عدة مواقع استراتيجية بارزة، من بينها القصر الجمهوري، جزيرة توتي، برج كورنثيا، بنك السودان المركزي، المتحف القومي، جامعة السودان، وقاعة الصداقة.
كما فرض سيطرته على جميع الجسور المطلة على العاصمة، ما أسهم في تضييق الخناق على عناصر الميليشيا المتمردة.
وتأتي هذه الانتصارات في إطار خطة عسكرية شاملة تستهدف استعادة كامل الأراضي السودانية، حيث أعلن رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عن خارطة طريق لمرحلة ما بعد الحرب، تشمل تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة، واختيار رئيس وزراء مدني، وإطلاق حوار وطني شامل لإرساء الاستقرار السياسي والاقتصادي.
فرار جماعي لعناصر الدعم السريع
في سياق متصل، كشفت الحكومة السودانية عن فرار جماعي لعناصر الدعم السريع من الخرطوم عبر جسر جبل أولياء، عقب معارك شرسة مع القوات المسلحة.
ووفقًا لما أوردته قناة "روسيا اليوم"، شن الجيش السوداني هجمات جوية باستخدام مسيّرات قتالية، استهدفت تجمعات الدعم السريع في منطقة الصحافات عند تقاطع باشدار، فيما تمكنت قواته من القبض على عدد من المسلحين في شارع البلدية وسط العاصمة.
كما أعلنت القوة المشتركة المساندة للجيش عن ضبط كميات كبيرة من المعدات العسكرية التي تركتها الميليشيا أثناء انسحابها من منطقة السوق العربي، ما يعكس تراجع نفوذها في الخرطوم.
وكان الجيش قد أعلن، الاثنين، عن مقتل 45 عنصرًا من الدعم السريع خلال اشتباكات في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، إضافة إلى استيلائه على ثلاث مركبات قتالية وإصابة عشرة آخرين من عناصر الميليشيا.
تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين
بالمقابل، أكد بيان صادر عن القوات المسلحة سقوط ثمانية مدنيين، بينهم ستة أطفال، جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، ما أثار موجة استنكار واسعة بين الأهالي والمنظمات الحقوقية.
وتتزامن هذه التطورات مع استمرار العمليات العسكرية الرامية لاستعادة السيطرة على المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيا، في إطار جهود الحكومة لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.
مجزرة طرة
أدانت المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات القصف الجوي الذي استهدف سوق طرة بولاية شمال دارفور، معتبرة أنه يمثل "أبشع مجازر الإبادة الجماعية" منذ اندلاع النزاع، بعد سقوط عشرات الضحايا والمصابين نقلا عن وكالة وادي النيل.
أكمل البيان الصادر عن المجموعة، وقع القصف يوم الاثنين 24 مارس 2025، مستهدفًا السوق الأسبوعي في طرة، الذي كان مكتظًا بالمدنيين المتسوقين استعدادًا لعيد الفطر. وأدى الهجوم إلى مقتل وإصابة العشرات، وسط مشاهد مأساوية من الدمار وتحول جثث الضحايا إلى أشلاء متفحمة.
وأشار البيان إلى أن غالبية سكان طرة ينتمون إلى قبائل الجوامعة، والتنجر، والبرتي، وهي مجتمعات مدنية لا علاقة لها بالصراع المسلح الدائر، مشددًا على أن استهدافهم يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية.
كما استنكرت المجموعة التبريرات المتكررة لهذه الهجمات، محذرة من أن استمرار مثل هذه الأعمال قد يمهّد الطريق لتقنين مشاريع تقسيم السودان وسط الفوضى الأمنية. ودعت إلى وقف فوري للحرب، والعمل على إيجاد حلول تضمن وحدة البلاد واستقلالية قرارها الوطني.
وفي ختام بيانها، أعربت المجموعة عن تعازيها لأسر الضحايا، متمنية الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدة التزامها بمخاطبة الرأي العام المحلي والدولي لكشف انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها المدنيون جراء الحرب.