الأمن المائي وحل الدولتين واستقرار المنطقة.. نقاط رئيسية للمشاورات بين مصر والاتحاد الأوروبي

قال الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، إن الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، تتضمن 6 محاور رئيسية من بينها (الأمن والدفاع والتعليم والبحث العلمي والابتكار، والثقافة والفنون بين الشعوب، والتعاون السياسي والاقتصادي والتجاري، ومكافحة الإرهاب)، مؤكدا العمل على تفعيل المحور السياسي، من خلال عقد القمة المصرية الأوروبية الأولى على مستوى رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية من أجل تعزيز المزيد من التعاون وزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري لمواجهة عجز الميزان التجاري.
تنفيذ الخطة العربية والإسلامية والعودة للمفاوضات السبيل الوحيد لسلامة الرهائن
وأضاف "عبد العاطي" خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم، مع كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية، أن مصر بالتعاون مع قطر وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، تبذل جهودًا مكثفة لاستعادة التهدئة ووقف العدوان الإسرائيلي على المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، والعمل إلى الانتقال للمرحلة التالية من قرار وقف إطلاق النار، من أجل الشروع في تنفيذ خطة الإعمار، التي حازت على تأكيد كبير وواسع من القمة العربية والإسلامية، وكذلك الاتحاد الأوروبي والإفريقي، مشددا على ضرورة التزام الأطراف بالقرار الذي تم التوصل إليه يناير الماضي.

وأشار وزير الخارجية، إلى أن السبيل الوحيد لضمان سلامة جميع الرهائن والحفاظ على أرواحهم هو العودة إلى طاولة المفاوضات والالتزام الكامل باتفاق التهدئة، وبدء إعادة الإعمار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين العزل، والرفض القاطع لسياسة التجويع والعقاب الجماعي التي تقوم به قوات الاحتلال، موضحًا أن مصر تواصل جهودها المكثفة بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة من أجل استعادة التهدئة في غزة.
الشعب الفلسطيني له كامل الحق في تقرير مصيره
وأكد وزير الخارجية، أنه أطلع "كالاس" على تفاصيل الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة، ونقل تقدير مصر لموقف الاتحاد الأوروبي المرحب بها، والتي توفر بارقة أمل للشعب الفلسطيني، وتحفظ حقه في إعادة بناء وطنه وتقرير مصيره دون تهجيره من أرضه، مشيرا إلى أن التنسيق الدائم والمستمر بين مصر والاتحاد الأوروبي في كافة القضايا الإقليمية، وموقفها الواضح بشأن وحدة وسيادة الأراضي، ودعم المؤسسات الوطنية، وعدم الوقوف مع أشخاص بعينها في أي نزاع، مشددًا على أهمية تكثيف المساعي الدبلوماسية لحل الأزمة وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
الحزمة المالية الأوروبية تساعد في مواجهة تحديات استفاضة اللاجئين
وأوضح وزير الخارجية، أن مصر تدعم جهود تعزيز الاستقرار في منطقتي البحر المتوسط والشرق الأوسط، والإنخراط في عددا من المشروعات الأوروبية الحيوية التي تساهم في تحقيق التنمية والاستقرار، مؤكدا على أهمية تعزيز الاستثمارات الأوروبية، والعمل على سرعة صرف الحزمة الثانية من التمويل، لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن تحمل واستضافة أكثر من 10 ملايين من اللاجئين.

مواجهة الهجرة غير الشرعية بـ "شراكة المواهب"
كما أكد وزيرالخارجية، على ضرورة معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية من خلال دعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها المنطقة نتيجة الأوضاع الدولية الراهنة، والتوتر في البحر الأحمر، الذي يتسبب في حجم خسائر كبيرة بإيرادات قناة السويس، والعمل على الإستفادة من طاقات الشباب، وخلق فرص عمل لهم في السوق الأوروبي، نظرا لما تعانيه القارة العجوز من نسبة شيخوخة، وتعزيز مسارات الهجرة النظامية بين مصر والاتحاد الأوروبي من خلال "شراكة المواهب".
توتر البحر الأحمر يتسبب في خسائر فادحة.. والتصعيد ليس حلا
وفيما يتعلق بالتوتر في البحر الأحمر، أكد وزير الخارجية، أن التصعيد ليس له مبررا الآن، ويجب على الجميع العودة إلى الحوار وعدم إشعال المنطقة بالحروب، كما أن هذا التصعيد يؤيد إلى مزيد من الخسائر في إيرادات قناة السويس، ويعقد الأمور وهو ليس حلا لإنهاء الصراع، ويجب معالجة الأمور عبر التفاوض والمسارات السياسية.
كما أكد عبد العاطي، على أهمية استقرار القرن الإفريقي والساحل الإفريقي، والعمل على التعاون والتنمية وضمان سلامة الملاحة البحرية وحرية الحركة في البحر الأحمر، ورفض أي محاولات من قبل الدول الغير مشاطئة للمساس به، مشير إلى أن الأمن المائي المصري خط أحمر، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تعريضه للخطر، وهذا لا يعني حق الدول في التنمية ولكن دون ضر.
الاتحاد الأوروبي: مصر تلعب دور محوري في المفاوضات ووقف إطلاق النار
وفي ذات السياق أكدت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية، أن مصر لعبت دورًا محوريًا في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، معربة عن امتنان الاتحاد الأوروبي لهذه الجهود، مشيرة إلى معارضة استمرار أي أعمال عدائية من الجانب الإسرائيلي والتي تودي بحياة العديد من المدنيين في القطاع.

وطالبت "كالاس"، بضرورة وقف القتال فورًا، لأن الجميع يخسر في هذه الحرب، داعية إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن من قبل حركة حماس، ومطالبة إسرائيل، بالسماح لوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود، مؤكدة أن الحديث عن إعادة إعمار غزة لا يزال صعبًا في ظل استمرار القصف، إلا أن الخطة العربية الإسلامية المطروحة توفر رؤية متماسكة لإعادة البناء.
الاتحاد الأوروبي يعلن دعمه المالي واللوجستي للخطة العربية والإسلامية لإعادة الإعمار في غزة
وأوضحت "كالاس"، أن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم هذه الجهود ماليًا ولوجستيًا، مطالبة بمزيد من التوضيحات حول قضايا مثل تقاسم السواحل، والترتيبات الأمنية، وحوكمة غزة، والتي ستتم مناقشتها مع الوفد الوزاري العربي والإسلامي في وقت لاحق اليوم.
كما أكدت "كالاس" رفض الاتحاد الأوروبي، لأي مشاركة لحركة حماس في حكومتها المستقبلية، مشددة على التزام الاتحاد بحل الدولتين باعتباره المسار الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم، وهو ما أكده الوزير عبد العاطي، أن الخطة العربية الإسلامية، تتضمن 15 اسم من شخصيات تكنو قراط لا ينتمون لأي فصيل من الفصائل في قطاع غزة، لإدارة القطاع خلال الفترة الإنتقالية ومدتها 6 أشهر، ومن ثم تعود السلطة الفلسطينية لمباشرة عملها وإدارة القطاع كجزء من الدولة الفلسطينية.
الشعب السوري لديه فرصة وعلى المجتمع الدولي دعمه
كما أكدت "كالاس" أن التصعيد العسكري الأخير في سوريا يستوجب تحركات جادة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مشيرة إلى أن الشعب السوري لديه فرصة لتحديد مستقبله، وعلى المجتمع الدولي مساعدته في استغلال هذه الفرصة.