عيد الفطر في دول الخليج.. فرحة متجددة تجمع بين الأصالة والمعاصرة
يُعد عيد الفطر في دول الخليج مناسبة مميزة تجمع بين العادات التراثية والأجواء الاحتفالية الحديثة، حيث تستعد العائلات لاستقباله بروح من البهجة والتآلف الاجتماعي.
ومع حلول العيد، تتزين الشوارع والأسواق، وتعم الفرحة المنازل، في مزيج فريد من التقاليد الأصيلة والمظاهر العصرية.
السعودية.. احتفال ديني واجتماعي يعكس التلاحم
في السعودية، يبدأ الاحتفال بعيد الفطر بأداء صلاة العيد في المساجد والجوامع، حيث يتوافد المصلون منذ الصباح الباكر مرددين تكبيرات العيد. وبعد الصلاة، يتبادل الناس التهاني، وتبدأ زيارات الأهل والأقارب، حيث تُقدم الضيافة التقليدية مثل التمر والقهوة العربية والمعمول.
وتشهد الأسواق والمتنزهات والمراكز التجارية إقبالًا كبيرًا، حيث تفضل العائلات قضاء أوقات ممتعة في الأماكن الترفيهية، فيما تنظم العديد من المدن فعاليات احتفالية تشمل عروض الألعاب النارية والمهرجانات الفنية. كما يحظى الأطفال بنصيب وافر من الفرح، من خلال "العيدية" التي يحصلون عليها من الأهل والأقارب.
الإمارات.. مزيج من التراث والاحتفالات العصرية
في الإمارات، يُشكل عيد الفطر مناسبة لتعزيز الروابط الاجتماعية، حيث تستعد العائلات للعيد بشراء الملابس الجديدة وتحضير الحلويات مثل اللقيمات والبلاليط والخبيص.
وتُقام صلاة العيد في المساجد والساحات، وبعدها تنطلق التجمعات العائلية والولائم التي تتضمن الأطباق التقليدية كالهريس والثريد والمجبوس.
وتشهد المراكز التجارية والوجهات السياحية إقبالًا واسعًا، حيث توفر العديد من الفعاليات الترفيهية والعروض الحية، فيما تتزين المدن بأضواء العيد والعروض الضوئية المبهرة، كما تحظى الفنون الشعبية مثل "اليولة" و"العيالة" بحضور مميز في بعض الفعاليات التراثية.
الكويت.. بهجة العيد في الأحياء والأسواق
في الكويت، يستعد المواطنون والمقيمون لاستقبال العيد بشراء الملابس الجديدة وتزيين المنازل وتحضير الأطعمة التقليدية مثل المجبوس والجريش، وفي صباح العيد، يتوجه الناس لأداء الصلاة، ثم تبدأ جولات الزيارات العائلية وتبادل التهاني.
ويُعد "العيدية" من أهم مظاهر الاحتفال، حيث يفرح الأطفال بالمبالغ النقدية التي يحصلون عليها من أفراد العائلة. وتحرص العائلات على التنزه في الحدائق والشواطئ، كما تنظم الدولة عروضًا للألعاب النارية والحفلات الترفيهية في المجمعات التجارية والمناطق السياحية.
البحرين.. احتفالات تعكس روح الأصالة
في البحرين، يحتفظ عيد الفطر بنكهته الخاصة، حيث تتزين الأسواق والمنازل، وتستعد العائلات لاستقبال الضيوف وتبادل التهاني، وبعد صلاة العيد، تبدأ التجمعات العائلية، حيث تُقدم الحلويات التقليدية مثل الخنفروش والزلابية واللقيمات.
وتشهد الأماكن السياحية والمجمعات التجارية فعاليات خاصة بالعيد، تشمل العروض المسرحية والترفيهية للأطفال، إضافة إلى حفلات موسيقية وأمسيات شعبية تحييها الفرق الفلكلورية المحلية.
عُمان.. بساطة العيد وعبق التقاليد
في عُمان، يتميز عيد الفطر بطقوسه البسيطة والأصيلة، حيث يبدأ بأداء صلاة العيد، ثم تلتقي العائلات لتناول وجبة الإفطار الجماعي التي تشمل أطباقًا تقليدية مثل الشواء العماني والهريس والعوال.
ومن العادات المميزة في عُمان إقامة "الهبطة"، وهي أسواق شعبية تقام قبل العيد لشراء المستلزمات الغذائية والمواشي لإعداد الأضاحي والمأكولات التقليدية. وبعد الزيارات العائلية، يخرج الكثيرون للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية في المتنزهات والشواطئ والمواقع السياحية.
قطر.. أجواء العيد بين التقاليد والحداثة
في قطر، يحتفل الناس بعيد الفطر بأجواء تجمع بين الأصالة والمعاصرة، حيث يتبادلون التهاني بعد صلاة العيد، ثم تنطلق التجمعات العائلية التي تمتد لعدة أيام. وتحرص العائلات على تقديم أطباق تقليدية مثل الثريد والمجبوس واللقيمات.
وتشهد الدوحة والمناطق السياحية العديد من الفعاليات الخاصة بالعيد، بما في ذلك العروض المسرحية للأطفال، والحفلات الموسيقية، والألعاب النارية التي تضيء سماء العاصمة، مما يضفي على العيد أجواءً مميزة تجمع بين التراث والاحتفالات العصرية.
العيد في الخليج.. احتفالات تعزز القيم الاجتماعية
يظل عيد الفطر في دول الخليج مناسبة استثنائية تعكس القيم الاجتماعية والترابط الأسري، حيث تجتمع العائلات حول موائد عامرة بالمأكولات التراثية، وتُقام الفعاليات التي تُدخل البهجة في قلوب الصغار والكبار. ورغم التغيرات العصرية، لا تزال العادات والتقاليد الخليجية تحتفظ بمكانتها في هذه المناسبة، لتجسد روح الفرح والتآخي التي تميز مجتمعات الخليج العربي.
