عاجل- الرئيس السيسي: للإعلام والفن تأثير مهم وهدفنا المراجعة وإعادة التوازن

أوضح الرئيس السيسي أن الدولة كانت تساهم في الإنتاج التلفزيوني، وكانت هناك رؤية واضحة لصياغة المحتوى الإعلامي من قبل خبراء ومتخصصين في مجالات الإعلام وعلم النفس وعلم الاجتماع، مما ساهم في تقديم محتوى هادف يخدم المجتمع ومع مرور الوقت، تراجع دور الدولة في هذا المجال، وأصبح تليفزيون الدولة محملًا بأعباء كبيرة حالت دون قدرته على أداء دوره الأساسي، مما أدى إلى تحول الإعلام والفن إلى مجالات تجارية بحتة.
وأشار الرئيس إلى أن هذا التغيير لم يقتصر على الإعلام والفن فقط، بل امتد تأثيره إلى المجتمع ككل، حيث تتداخل هذه المجالات مع مؤسسات أخرى مثل المسجد والكنيسة والمدرسة والأسرة وأكد أن أي اختلال في أحد هذه العناصر ينعكس على المجتمع بأكمله، سواء كان ذلك في التشدد الديني أو التطرف في المحتوى الإعلامي والفني، مما قد يؤدي إلى تأثيرات طويلة الأمد على المجتمع.
كما لفت الرئيس السيسي إلى أهمية تحقيق التوازن بين الجوانب الاقتصادية للإعلام والفن وبين الدور التوعوي والثقافي الذي يجب أن يؤدياه وأشار إلى أن الدولة تدعم مختلف القطاعات بمبالغ ضخمة، مؤكدًا أن تكلفة إعادة تنظيم الإعلام والفن قد تكون مرتفعة، لكنها لا تقارن بحجم التأثير السلبي الذي قد يحدث إذا استمر الوضع الحالي دون مراجعة.
تحول الإعلام والفن من صناعة إلى تجارة
وأكد الرئيس السيسي أن الإعلام والفن كانا في الماضي صناعات تهدف إلى تقديم محتوى هادف يخدم المجتمع، ولكن مع التطورات التي شهدتها العقود الأخيرة، أصبح التوجه الأساسي لهذه القطاعات تجاريًا، حيث أصبحت الأولوية لتحقيق الأرباح بدلًا من تقديم محتوى يعكس القيم والمبادئ المجتمعية.
وأشار إلى أن هذا التحول جاء نتيجة أعباء مالية أثرت على قدرة تليفزيون الدولة على تقديم محتوى هادف، مما فتح المجال أمام القطاع الخاص ليصبح المهيمن على المشهد الإعلامي والفني، وهو ما أثر على نوعية المحتوى المعروض وساهم في تراجع الذوق العام.
تأثير الإعلام والفن على المجتمع
شدد الرئيس السيسي على أن الإعلام والفن ليسا منفصلين عن باقي مؤسسات المجتمع، بل إن تأثيرهما يتداخل مع دور المسجد والكنيسة والمدرسة والأسرة وأكد أن أي خلل يحدث في أحد هذه العناصر ينعكس على المجتمع بأكمله، مما قد يؤدي إلى تغييرات سلبية في القيم والسلوكيات.
وأوضح أن التشدد الديني قد ينعكس على المجتمع إذا لم يكن هناك توازن في الخطاب الديني، كما أن الانحراف في المحتوى الإعلامي والفني قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الذوق العام والسلوك الاجتماعي. وأكد أن الإعلام له تأثير كبير في تشكيل وعي الأفراد وتوجيه الرأي العام، مما يجعله مسؤولية كبيرة يجب إدارتها بحكمة.
إعادة التوازن ودور الدولة
أكد الرئيس السيسي أن الهدف ليس منع أو تقييد الإعلام والفن، ولكن إعادة صياغتهما وتنظيمهما بشكل يحقق التوازن بين الجانب الثقافي والاجتماعي وبين الجوانب الاقتصادية. وأوضح أن الدولة لديها دراسات وقياسات رأي تؤكد أن هناك خللًا متزايدًا في هذا المجال، مما يتطلب مراجعة فورية للوضع الحالي.
وأشار إلى أن تكلفة إعادة التوازن في هذه القطاعات قد تكون كبيرة، لكنها ضرورية للحفاظ على الهوية المصرية والذوق العام، مؤكدًا أن الدولة تدعم أبناءها بمبالغ ضخمة، ويجب أن يكون هناك وعي بأهمية إعادة تنظيم الإعلام والفن بما يخدم مصلحة المجتمع.