أمسية دعوية كبرى بالفيوم: ليلة القدر هي ليلة العفو الإلهي وإذا كنا نتعرض لرحمة الله فعلينا أن نتراحم فيما بيننا

عقدت مديرية الأوقاف بمحافظة الفيوم، أمسية دعوية كبرى بمسجد ناصر الكبير التابع لإدارة سنورس ثان، بحضور وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم الشيخ سلامة عبد الرازق، والشيخ محمود الشيمي، وكيل المديرية، والشيخ أحمد سيد عبدالله، مدير الإدارة والدكتور أحمد طه، إمام المسجد؛ ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: ” كيف كان الرسول يحي ليلة القدر.؟”.
وذلك في إطار الدور التنويري والتثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية، وتنفيذا لتوجيهات وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري.
وأكد العلماء أن ليلة القدر هي ليلة العفو الإلهي، فعلينا أن نُعدَّ – أنفسنا لها بالحرص على قيام الليل، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، وأن نستقبلها بالعفو والصفح والتسامح، وتجاوز الخلافات؛ فإن الشقاق يجلب الشرور ويمحق البركات، فقد خرج نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ المُسْلِمِينَ (اختلفا وتنازعا)، فَقَالَ (صلى الله عليه وسلم): “إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم):ألا أخبرُكُم بأفضلَ من دَرجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدَقةِ؟ قالوا: بلَى، قال: صلاحُ ذاتِ البينِ؛ فإنَّ فسادَ ذاتِ البينِ هيَ الحالِقةُ”، ويقول (عليه الصلاة والسلام): دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الحَسَدُ وَالبَغْضَاءُ، هِيَ الحَالِقَةُ، لا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشِّعرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الجنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أُنبِّئكُمْ بِمَا يُثبِّتُ ذَلِكَ لَكُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ”.
كما أوضحوا، أن الجزاء من جنس العمل، فإذا كنا نتعرض لرحمة الله تعالى في هذه الليالي المباركة، فعلينا أن نتراحم فيما بيننا، فمن لا يَرحم لا يُرحَم، والراحمون يرحمهم الرحمن، والتراحم سلوك وعمل؛ يستوجب التعاون والتكافل، وأن يأخذ قوينا بيد ضعيفنا، وغنينا بيد فقيرنا، موقنين بأن ما أنفق من خير فإن الله (عز وجل) سيخلفه ويضاعفه، حيث يقول الحق سبحانه: “مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”.
وفي الختام، أشار العلماء أنه ما أحوجنا إلى اغتنام ما بقي من شهر رمضان عبادة واجتهادًا ونفعًا للناس؛ التماسًا لليلة القدر، وطمعًا في ثوابها؛ فإنها تُكسب من أحياها قدرًا عظيمًا، وتزيده شرفًا عند الله تعالى، وما أجمل أن نتخذ من تلك الليلة المباركة عهدًا جديدًا لتجديد التوبة ولزوم الاستغفار، وتقويم النفس، وحملها على فعل الخيرات، وترك المنكرات، حيث يقول الحق سبحانه: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ”، ويقول سبحانه: “سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ”.








