العشر الأواخر من رمضان.. أيام العتق من النار وفرصة العمر

تعد العشر الأواخر من رمضان هي أفضل أيام الشهر الكريم، بل من أعظم أيام السنة كلها، فهي أيام العتق من النار والفرصة الكبرى لنيل المغفرة والرحمة. فيها ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، وفيها يتضاعف الأجر وتتنزل الرحمات.
بدأ أولى الليالي الوترية من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك للعام 1446 هـ 2025 م، وهي ليلة الجمعة 21 رمضان، والتي تبدأ مع أذان مغرب اليوم الخميس وتنتهي مع أذان فجر الجمعة.. فهل تصادف تلك الليلة المباركة ليلة القدر؟
ونشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن العشر الأواخر في رمضان، وقال انهم أفضل ليالي العام، نظرا لما حباها الله تعالى من فضل وبما ميزها من خصائص.
وقال مركز الأزهر للفتوى، أن ليالي العشر الأواخر من رمضان، قد فُضّلت بوجود ليلة القدر التي نزل فيها القرآن، وتتنزل فيها الملائكة، وهي ليلة خير من ألف شهر، قال سيدنا النبي ﷺ «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْر فِي الوثر، مِنَ العَشْر الأَوَاخِر مِنْ رَمَضَانَ». [أخرجه البخاري]
وأضاف الأزهر للفتوى عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: كان سيدنا النبي ﷺ يُكثر من الطاعات والنوافل في العشر الأواخر من رمضان، فيقوم ليلها، ويعين أهل بيته على اغتنامها؛ فعَنْ أُمَنَا عَائِشَةَ قالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِنْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ». [أخرجه البخاري]
كان من هديه ﷺ في العشر الأواخر من رمضان كان النبي يعتكف في العشر الأواخر من رمضان في المسجد، والانقطاع العبادة الله ؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَرَ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ». [أخرجه البخاري] ويجوز للمسلم أن ينوي الاعتكاف في المسجد وقت تواجده فيه ولو كان قليلًا على قول بعض الفقهاء.
العشر الأواخر نهاية السباق الرمضاني، التي تتطلب مزيد جد واجتهاد؛ عَنْ أُمِّنا عَائِشَةَ قَالَتْ رضي الله عنها «كَانَ يَخْلِطُ فِي الْعِشْرِينَ الأُولَى النَّبِيُّ مِنْ نَوْم وَصَلَاةِ، فَإِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ جَدَ وشَدَّ الْمِثْزَرَ». [أخرجه أحمد]
لماذا العشر الأواخر مميزة؟
- فيها ليلة القدر التي قال الله عنها: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر: 3).
- كان النبي ﷺ يجتهد فيها أكثر من أي وقت آخر، فيعتكف ويحيي الليل ويوقظ أهله.
- هي أيام العتق من النار، فمن لم يُغفر له في رمضان فمتى؟
كيف نغتنمها؟
- قيام الليل: اجعل لك وردًا من صلاة التهجد، فركعتان في جوف الليل قد تغير قدرك.
- الذكر والاستغفار: لا تغفل عن قول "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
- قراءة القرآن: اجعل لك ختمة أو على الأقل جزءًا يوميًا بتدبر وخشوع.
- الصدقة: أنفق ولو بالقليل، فلعلها تفتح لك باب القبول والرزق.
- الدعاء: ارفع يديك وألحّ على الله في الدعاء، فربما هي الليلة التي تتغير فيها حياتك.
- إحياء ليلة القدر: اجعل كل ليلة منها وكأنها ليلة القدر، فلا تفرط في هذا الفضل العظيم.