بعد افتتاح مسجدها.. من هي نفسية العلوم؟

تقارير وحوارات

مسجد السيدة نفسية
مسجد السيدة نفسية رضي الله عنه - الفجر

 

قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، فجر اليوم، بزيارة مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها)، حيث افتتح أعمال التجديد بالمسجد، وذلك بحضور عدد من كبار المسؤولين، بينهم الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، بالإضافة إلى الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، والدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، واللواء أحمد العزازي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

تطوير مسجد السيدة نفيسة

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، بأن الرئيس السيسي تفقد المسجد بعد تجديده، حيث استمع إلى شرح من اللواء أحمد العزازي، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حول أعمال التطوير التي شملت المسجد ضمن جهود الدولة لتطوير مساجد آل بيت النبي ﷺ، في إطار خطة الدولة لإحياء القاهرة التاريخية.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس السيسي أكد على حرص مصر على استكمال عمليات تطوير أماكن آل البيت، بما في ذلك المساجد والأضرحة، مشددًا على أن تعلق المصريين بآل بيت رسول الله يعكس إدراكهم لقيمتهم ومكانتهم الكبيرة في وجدان الأمة.

كما دعا المولى عز وجل أن يديم الأمن والاستقرار على مصر، ويحفظ الأمتين العربية والإسلامية، خاصةً في هذا الشهر الكريم.

وأدى الرئيس صلاة الفجر داخل المسجد، قبل أن يتوجه إلى مقام السيدة نفيسة (رضي الله عنها) لزيارته والدعاء أمامه.

من هي السيدة نفيسة؟

تُلقب السيدة نفيسة بـ "نفيسة العلوم"، وقد وُلدت عام 145 هـ في مدينة مكة المكرمة، وهي حفيدة الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما). نشأت في بيئة علمية ودينية متميزة، حيث عُرفت بالذكاء والفصاحة والعلم الغزير منذ صغرها، مما جعلها من أبرز نساء أهل البيت علمًا وورعًا.

انتقلت إلى المدينة المنورة، ثم جاءت إلى مصر عام 193 هـ مع زوجها إسحاق المؤتمن، حفيد الإمام جعفر الصادق (رضي الله عنه)، حيث استقبلها المصريون بحفاوة كبيرة، وأصبحت منارة علمية ودينية في البلاد.

عُرفت السيدة نفيسة بتدريس العلوم الدينية، وكان كبار العلماء يجلسون بين يديها يستمعون إلى تفسيرها للقرآن الكريم وأحاديث النبي ﷺ.

ومن أشهر من تتلمذ على يديها الإمام الشافعي، الذي كان يزورها في بيتها، وعندما مرض أرسل إليها طالبًا الدعاء، فدعت له بالشفاء، لكنه توفي بعد ذلك بوقت قصير.

كراماتها ومكانتها في قلوب المصريين

اشتهرت السيدة نفيسة بالزهد والتقوى، وكانت كثيرة الصيام والعبادة، وتذكر الروايات أنها ختمت القرآن الكريم أكثر من 6 آلاف مرة خلال حياتها. كما عُرفت بكراماتها، إذ كان الناس يتوافدون إليها لطلب الدعاء والبركة، وكان لها تأثير عظيم في نشر الإسلام والروحانيات في مصر.

توفيت السيدة نفيسة في رمضان عام 208 هـ، ودُفنت في بيتها في القاهرة، الذي أصبح مسجدًا وضريحًا يقصده الآلاف من المصريين والزوار من مختلف أنحاء العالم، تقديرًا لمكانتها الدينية والعلمية.


في النهاية افتتاح الرئيس السيسي لأعمال تجديد مسجد السيدة نفيسة يعكس اهتمام الدولة بالحفاظ على التراث الإسلامي وتطوير مساجد آل البيت، التي تحظى بمكانة عظيمة في وجدان الشعب المصري.

وستظل السيدة نفيسة (رضي الله عنها) نموذجًا للعلم والتقوى، ورمزًا للارتباط الروحي العميق بين المصريين وآل بيت النبي ﷺ.