الاقتراب من السيطرة على القصر الرئاسي.. ماذا يحدث في السودان؟

تمكّن الجيش السوداني، خلال الساعات القليلة، تحقيق تقدم ميداني جديد في قلب العاصمة الخرطوم، حيث سيطر بشكل كامل على العمارة الكويتية، ونادي الزوارق، وبرجي التضامن والمشرق، إضافة إلى عدة مبانٍ استراتيجية مطلّة على الطرق المؤدية للقصر الجمهوري. كما نجح في فرض سيطرته الكاملة على جسر المك نمر من ناحية الخرطوم، في خطوة تعزز نفوذه على أهم الممرات الحيوية داخل المدينة.

وأفادت مصادر عسكرية أن قوات الجيش فرضت حصارًا محكمًا على منطقة مول الواحة، ما يعزز التكهنات بقرب حسم المعركة في وسط الخرطوم، وسط انهيار متسارع في دفاعات قوات الدعم السريع. كما أكدت المصادر أن القوات المسلحة تتمركز في وزارتي الخارجية والمعادن، وتطوّق القصر الجمهوري بحصار خانق، ما يجعل الدعم السريع في موقف دفاعي صعب دون القدرة على كسر هذا الطوق.

الجيش يعزز قواته في أم درمان ويلتحم مع الاحتياط المركزي

وفي تطور آخر، نجحت قوة من الجيش في التحام مع وحدات الاحتياط المركزي في أم بدة بأم درمان، ما يعزز سيطرة القوات المسلحة على هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية، ويفتح المجال لتوسيع العمليات العسكرية نحو معاقل الدعم السريع في المدينة. 

قائد عمليات النيل الأزرق: سنار خالية من التمرد

أكد اللواء ركن علي حسن بيلو، قائد عمليات قطاع النيل الأزرق، أن ولاية سنار باتت خالية من التمرد بعد انتصارات الجيش في الدالي والمزموم.

وأشار إلى أن القوات المسلحة، بدعم شعبي وتكاتف الأجهزة النظامية، أفشلت أكبر مؤامرة منذ الاستقلال، مؤكدًا استمرار العمليات حتى تطهير كامل البلاد.

ودعا سكان سنار للعودة إلى منازلهم، مؤكدًا أن الولاية أصبحت آمنة ومستقرة للمساهمة في نهضتها.

محاكمات موسعة للمتعاونين مع الدعم السريع في ود مدني

على صعيد آخر، بدأت محكمة جنايات ود مدني، اليوم الخميس، إجراءات محاكمة 950 متهمًا بالتعاون مع قوات الدعم السريع في ارتكاب انتهاكات وجرائم ضد الدولة والمواطنين. وأكد وكيل النيابة، مولانا الرشيد عباس، إحالة عدد من البلاغات إلى المحكمة، بينما تم تأجيل أربع قضايا إلى أيام 23 و24 و25 مارس الجاري، بناءً على طلب المتهمين الذين أفادوا بأن لديهم محامين للدفاع عنهم.

وأكد وكيل ثاني النيابة باللجنة الوطنية لانتهاكات الدعم السريع، مولانا سهيل الطاهر يحيى، أن كل من تثبت إدانته سيقدَّم للمحاكمة، فيما سيتم إطلاق سراح من لم تثبت إدانته وفقًا للإجراءات القانونية المتبعة.

اشتداد القتال حول القصر الجمهوري وسقوط ضحايا مدنيين

في سياق متصل، اشتدت وتيرة المعارك في محيط القصر الجمهوري بوسط الخرطوم، حيث نفّذ الجيش غارات جوية وقصفًا مدفعيًا مكثفًا ضد مواقع قوات الدعم السريع، التي لا تزال تحتفظ بوجود داخل القصر. وأكد شهود عيان أن العاصمة شهدت انفجارات عنيفة وهجمات بطائرات مسيّرة خلال الساعات الماضية، فيما تسعى القوات المسلحة لاقتحام القصر وإنهاء وجود الدعم السريع داخله.

ووفقًا للأمم المتحدة، قُتل عشرات المدنيين خلال الأيام الأخيرة جراء القصف المتبادل في الخرطوم وأم درمان، حيث أشارت التقارير إلى تصاعد العنف ضد المدنيين وعمليات نهب للمساعدات الإنسانية والمرافق الطبية، وسط مطالبات دولية بوقف الانتهاكات المتزايدة.

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر كارثة إنسانية في العالم

على الصعيد الإنساني، حذّرت الأمم المتحدة من أن السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث أكدت أن المجاعة اجتاحت خمس مناطق في البلاد، ما يهدد حياة الملايين. وأشارت التقارير إلى أن 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة يواجهون خطر سوء التغذية الحاد، بينما تزداد أعداد الوفيات بسبب الجوع وسوء الأوضاع الصحية.

وكانت غرفة طوارئ ولاية الخرطوم قد أعلنت، في بيان لها، عن مقتل 50 شخصًا خلال الأسبوع الماضي، بينهم 10 متطوعين إغاثيين، جراء القصف الذي شنته قوات الدعم السريع. كما أكدت الغرفة أن العاصمة تشهد تصاعدًا في عمليات التهجير القسري والاعتداءات بحق المدنيين، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

معركة الخرطوم: الجيش يضغط والدعم السريع في موقف دفاعي حرج

مع استمرار التقدم العسكري للجيش السوداني في الخرطوم، وتعزيز سيطرته على مواقع استراتيجية، تبدو قوات الدعم السريع في وضع دفاعي صعب، في ظل فقدانها لمساحات حيوية وسط العاصمة. وفي ظل هذه التطورات، يترقب السودانيون حسم المعركة، التي قد تحدد مصير الحرب الدائرة منذ قرابة عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع.