ليلة القدر والعشر الأواخر.. لماذا تتضاعف الأجور في هذه الليالي؟

تبدأ غدا أولى الليالي الوترية من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك للعام 1446 هـ 2025 م، وهي ليلة الجمعة 21 رمضان، والتي تبدأ مع أذان مغرب الخميس وتنتهي مع أذان فجر الجمعة.. فهل تصادف تلك الليلة المباركة ليلة القدر؟
أخفى الله تعالى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان للحرص على إدراك فضل ونيل ثواب إحياء الليالي العشر المباركة، وأخبرنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن نتحرى ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، وخاصة في الليالي الوترية منها.
ولكن ظهر كثير من آراء العلماء التي تم رصدها في كتبهم ما يُرجح أنه عندما تكون ليلة الجمعة ليلة وتر فهي إذن ليلة القدر، في حين لم يُذكر ذلك عن الصحابة أو الرسول الكريم، وذلك بسبب أن ليلة الجمعة ويومها عيد للمسلمين، ففيها ساعة استجابة، وعن يوم الجمعة قال أبو هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خير يومٍ طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة".
واستند فقهاء إلى ما نقل ابن رجب الحنبلي (رحمه الله) عن ابن هبيرة (رحمه الله): "وإن وقع في ليلة من أوتار العشر ليلة جمعة، فهي أرجى من غيرها". وله "إذا وافقت ليلة الجمعة إحدى ليالي الوتر من العشر الأواخر، فهي أحرى أن تكون ليلة القدر".
مواعيد الليالي الوترية التي قد تكون فيها ليلة القدر:
🔹 ليلة 21 رمضان: تبدأ مع مغرب الخميس 20 رمضان وتنتهي مع فجر الجمعة 21 رمضان.
🔹 ليلة 23 رمضان: تبدأ مع مغرب السبت 22 رمضان وتنتهي مع فجر الأحد 23 رمضان.
🔹 ليلة 25 رمضان: تبدأ مع مغرب الاثنين 24 رمضان وتنتهي مع فجر الثلاثاء 25 رمضان.
🔹 ليلة 27 رمضان: تبدأ مع مغرب الأربعاء 26 رمضان وتنتهي مع فجر الخميس 27 رمضان.
🔹 ليلة 29 رمضان: تبدأ مع مغرب الجمعة 28 رمضان وتنتهي مع فجر السبت 29 رمضان.
وكانت دار الإفتاء المصرية نصحت بأربعة أعمال صالحة في هذه الأيام المباركة، قائلة: قد تكون ليلة القدر في إحدى هذه الليالي.. فلا تفوت الفرصة، واجتهد في الصلاة، الدعاء، الاستغفار، والقيام في العشر الأواخر كلها. قد تكون ليلتك التي تُكتب فيها من أهل الجنة.
واستشهدت بقول النبي ﷺ: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" (متفق عليه).
فضل ليلة القدر
ليلة القدر هي أعظم ليلة في السنة، وقد ميزها الله عن غيرها بالكثير من الفضائل، ومنها:
1. ليلة مُباركة تتنزل فيها الرحمات
قال الله تعالى:
"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ" (الدخان: 3).
- هي ليلة خير وبركة، تتنزل فيها الرحمة والمغفرة على العباد.
2. خير من ألف شهر
قال تعالى:
"لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر: 3).
- أي أن العبادة فيها تعادل عبادة 83 سنة و4 أشهر!
3. نزول الملائكة وسلام حتى الفجر
قال تعالى:
"تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" (القدر: 4-5).
- تتنزل الملائكة ومعهم جبريل عليه السلام، ينشرون السلام والطمأنينة في الأرض.
4. مغفرة الذنوب
قال النبي ﷺ:
"مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ" (رواه البخاري ومسلم).
- أي أن قيامها سبب لمغفرة الذنوب، بشرط الإخلاص والاحتساب.
5. تحديد الأقدار للسنة القادمة
قال تعالى:
"فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ" (الدخان: 4).
- يُكتب فيها رزق العباد وأقدارهم للسنة المقبلة.