أمسية دعوية لأوقاف الفيوم: ليلة القدر من أعظم ما اختص الله به الأمة المحمدية وهي ليلة العفو الإلهي

عقدت مديرية الأوقاف بمحافظة الفيوم، أمسية دعوية كبرى بمسجد عبد العليم التابع لإدارة أبشواي، اليوم الأربعاء، بحضور وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، الشيخ سلامة عبد الرازق، والشيخ محمود الشيمي، وكيل المديرية، والشيخ أحمد صابر، مدير الإدارة، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع:" كيف نستقبل العشر الأواخر من رمضان، في إطار الدور التنويري والتثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية،وتنفيذا لتوجيهات معالي وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري.
وخلال اللقاء، أكد العلماء أن من أعظم ما اختص الله "عز وجل" به الأمة المحمدية ليلة القدر، فهي تاج الليالي، ودُرة الأزمان، تغمر الكون بضيائها، وتعمر القلوب بحبها، وتتفرد بالأجر العظيم والخير العميم، حيث جعلها الحق سبحانه أفضل من ألف شهر، عبادة وقربًا، وثوابًا وأجرًا، يقول الحق سبحانه: "إِنا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْر لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْر مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَة وَالروح فِيهَا بِإِذْنِ ربهِم مِنْ كُل أَمْرٍسَلَامٌ هِي حَتى مَطْلَعِ الْفَجْرِ".
كما أوضح العلماء، أن ليلة القدرهي ليلة الشرف والعز والكرامة، فقد أنزل الله تعالى فيها خير كتبه على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه، يقول سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما": " أُنْزِل الْقرآن جُمْلَة وَاحِدَة مِنَ اللوحِ الْمَحْفُوظِ فِي لَيْلَة الْقَدْرِ مِن شهْرِ رمضان إِلَى بَيْتِ العزة فِي السماء الدنيَا، ثُمَّ نَزَلَ بِهِ جِبْرِيلُ ”عَلَيْهِ السَّلَامُ" عَلَى رَسول اللَّهِ «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» نُجُومًا " مفرقًا- فِي ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَة".
كما أشار العلماء،أن من مظاهر بركتها أن الله “عز وجل” يغفر لمن قامها إيمانًا واحتسابًا، حيث يقول نبينا " صلى الله عليه وسلم": "مَن قَامَ لَيْلَةَ الْقَدرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غفِر لَه مَا تَقَدم مِنْ ذَنْبِه"، لذلك فإن المحروم هو من حُرم بركتها وفضلها، يقول "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ": "إِن هَذَا الشهْر قَد حَضَركم، وَفِيهِ لَيْلَة خير من أَلْف شهْر، مَن حرِمَهَا فَقَدْ حرِمَ الْخير كله، وَلَا يحرم خَيْرهَا إِلَّا محروم"، مشيرين أن من بركات ليلة القدر نزول الملائكة فيها وفي مقدمتهم الأمين جبريل "عليه السلام"، لتمتلئ الأرض نورًا وسكينة، حيث يقول سبحانه: "َ نَزل الْمَلَائِكَة وَالروح فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِن كُل أَمْرٍ"، ويقول نبينا “صلى الله عليه وسلم”: "المَلائِكَة تِلْكَ اللّيْلَة أَكْثر فِي الأَرضِ مِن عدَد الحصَى".
وفي الختام، بين العلماء أن ليلة القدرهي ليلة العفوالإلهي، فعلينا أن نعد - أنفسنا لها بالحرص على قيام الليل، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، وأن نستقبلها بالعفو والصفح والتسامح، وتجاوز الخلافات؛ فإن الشقاق يجلب الشرور ويمحق البركات، فقد خرج نبينا " صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" يخبِر بِلَيْلَة القَدْرِ، فَتَلاَحَى رَجُلاَن مِنَ المُسْلِمِينَ “اختلفا وتنازعا”، فَقَالَ “صلى الله عليه وسلم”: "إِنّي خَرجت لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَة القَدرِ، وَإِنّه تَلاَحى فلاَن وَفلاَن، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَن يَكون خَيْرًا لَكُمْ"، ويقول نبينا "صلى الله عليه وسلم":"ألا أخبركم بأفضل من درجة الصِّيامِ والصَّلاة والصَّدَقةِ؟ قالوا: بلَى، قال: صلاحُ ذاتِ البينِ؛ فإنَّ فسادَ ذاتِ البينِ هيَ الحالِقةُ"، ويقول "عليه الصلاة والسلام": "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الحَسَدُ وَالبَغْضَاءُ، هِيَ الحَالِقَةُ، لا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشِّعرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الجنّةَ حَتى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أُنبِّئكُمْ بِمَا يُثبِّتُ ذَلِكَ لَكُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ ".






