أم الشهيد تفوز بلقب الأم المثالية.. فريال الغرابلي تروي للفجر قصة كفاحها من ألم الفقد حتى الجائزة
"لم أسعَ للتقديم أو الترشيح، وفوجئت بخبر اختياري كأم مثالية من قبل وزارة التضامن"، بهذه الكلمات بدأت الحاجة فريال عبد الرحمن الغرابلي حديثها لـ "الفجر" من داخل منزلها عقب فوزها بلقب الأم المثالية لمحافظة الإسكندرية، مؤكدة أن هذا التكريم رغم أهميته لم يخفف ألم فقدان أبنها الشهيد العميد محمد سمير حسن فتحي، أحد أبطال سلاح حرس الحدود.
دان ابنها الشهيد العميد محمد سمير حسن فتحي، أحد أبطال سلاح حرس الحدود.
رحلة كفاح.. "كنت لهم الأب والأم"
لم تكن حياة الحاجة فريال سهلة، فقد فقدت زوجها في سن مبكرة، تاركًا لها أربعة أبناء، تحملت مسؤوليتهم بمفردها، وتقول: "كنت لهم الأب قبل أن أكون الأم، ربيتهم على المبادئ والقيم الصعيدية، وعرفتهم الصح من الغلط، وأنا فخورة بما صنعت".
ورغم المصاعب، لم تتخلّ عن رسالتها، وحرصت على تعليم أبنائها في أفضل المدارس، فابنتها الكبرى خريجة كلية التجارة، وابنها اللواء مدحت سمير، وابنتها الصغرى تزوجت من عقيد في البحرية، فيما اختار محمد طريق البطولة والفداء في صفوف القوات المسلحة.
"
تتحدث الحاجة فريال عن ابنها الشهيد، قائلة: "كان عاشقًا لمهنته ومخلصًا لوطنه، لم يكن يخبرني بمهماته حفاظًا على السرية، حتى أنه كان يسافر لتنفيذ عمليات دون أن أعلم."
"ابني معي في كل لحظة.. الشهيد لا يموت"
رغم ألم الفقد، تؤمن الحاجة فريال أن ابنها لم يرحل، فهو حاضر بروحه في كل تفاصيل حياتها، قائلة: "الشهيد لا يموت، وأبني معي في كل لحظة، أستشعر وجوده وأحادثه في صلاتي، وأشعر أن روحه تحيط بي في كل موقف".
"العطاء لا يتوقف.. وأحفادي مثل أبنائي"
لم تقتصر رحلة العطاء على أبنائها فقط، بل امتدت إلى أحفادها، حيث تؤكد: "ربيت بناتي مثلما تربيت، وأحفادي مثل أولادي، غرزت فيهم القيم نفسها التي نشأت عليها، فالإنسان يعيش برسالته."
تكريم لا يُنسي ألم الفقد
تعتبر الحاجة فريال أن تكريمها من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2022 كان شرفًا كبيرًا، لكنه لم يمحُ الألم الذي عاشته منذ استشهاد ابنها، وتختتم حديثها قائلة: "أعلم أنه عند الله شهيد، وهذا ما يخفف عني حزني، فخورون بأبنائنا الذين ضحوا بدمائهم من أجل مصر".
واختتمت الغرابلي حديثها مع الفجر مقدمة نصيحة لكل أمهات المستقبل بضرورة التمسك بالعادات والتقاليد وحث أولادهم على الأخلاق الحميدة منذ الصغر.
