حرب غزة تشتعل مجددًا.. حماس تتمسك بالمفاوضات وإسرائيل تصعّد الغارات

تشهد الأوضاع في قطاع غزة تصعيدًا غير مسبوق مع استمرار الغارات الإسرائيلية العنيفة، في وقت تؤكد فيه حركة حماس أنها لا تزال منفتحة على المفاوضات، لكنها تطالب الوسطاء بالضغط على إسرائيل للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، يأتي ذلك وسط تحذيرات من انهيار الجهود الدبلوماسية التي تسعى لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.
تصعيد عسكري وتوتر متزايد
اندلعت جولة جديدة من الضربات الإسرائيلية على غزة، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا الفلسطينيين خلال الساعات الأخيرة، في وقت تتعثر فيه المفاوضات الرامية إلى تجديد التهدئة بين الطرفين.
وفي هذا السياق، قال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن الحركة لا تزال متمسكة بالمفاوضات، لكنها ترى أن إسرائيل تماطل في تنفيذ التزاماتها.
وأكد النونو في تصريحات لوكالة "فرانس برس" أن "حماس لم تغلق باب التفاوض، لكن لا حاجة لاتفاقيات جديدة، بل يجب إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق القائم".
كما شدد على أن "الاحتلال هو الطرف الذي يماطل ويعطل، ولديه نوايا مبيّتة لاستئناف العدوان".
وأشار إلى أن "الحركة على تواصل دائم مع الوسطاء، بمن فيهم مصر وقطر والولايات المتحدة، في محاولة لمنع التصعيد وإجبار إسرائيل على احترام الاتفاق".
تعثر الهدنة وملامح المرحلة الثانية
تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في 19 يناير 2025، بوساطة مصرية وأمريكية وقطرية، بعد 15 شهرًا من الحرب التي اندلعت عقب الهجوم الكبير لحماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وخلال المرحلة الأولى من الهدنة، التي استمرت 6 أسابيع، تم الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية، من بينهم ثماني جثث، مقابل 1800 معتقل فلسطيني، ولكن التوتر تصاعد مجددًا بعد انتهاء المهلة الأولى، وسط تباين في المواقف بين الطرفين بشأن مستقبل الاتفاق.
إسرائيل، التي أبدت تأييدها لمقترح أمريكي لتمديد الهدنة حتى منتصف أبريل، تشترط التقدم نحو المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تشمل تفكيك الذراع العسكرية لحماس ونزع سلاحها، إضافة إلى إبعاد قادة الحركة من القطاع.
في المقابل، تطالب حماس بأن تشمل المرحلة الثانية وقفًا نهائيًا للحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من غزة، وهو ما تعتبره تل أبيب مطلبًا غير واقعي.
الوسطاء أمام اختبار صعب
مع استمرار التصعيد العسكري وتبادل الاتهامات بين الطرفين، يجد الوسطاء أنفسهم أمام تحدٍّ كبير للحفاظ على استمرارية الجهود الدبلوماسية.
فبينما تضغط القاهرة والدوحة وواشنطن على الجانبين لاحتواء الأزمة، يبدو أن فجوة الخلافات لا تزال واسعة، مما يجعل احتمالات التصعيد العسكري أكثر ترجيحًا من فرص التوصل إلى تسوية في المدى القريب.