الجيش الإسرائيلي يفصل ضابطًا في سلاح الجو رفضه المشاركة بالهجوم على غزة وإعلانه: "لقد تجاوزنا الحدود"

أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي، فصل الضابط الاحتياطي ألون غور من الخدمة، وذلك عقب إعلانه رفض الالتحاق مجددًا بالخدمة الاحتياطية بسبب "فقدانه الثقة في نزاهة دوافع القتال في قطاع غزة".
وأكد الجيش في بيان مقتضب اليوم الثلاثاء، أن غور لن يعود إلى الخدمة الاحتياطية، وذلك بعد ساعات من نشره بيانا شخصيا على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن فيه إنهاء خدمته العسكرية بعد 16 عاما من الالتزام.
وفي منشوره، كتب غور، وهو ملاح قتالي في سلاح الجو الإسرائيلي، عن دوافع قراره قائلًا:
"أنا ألون غور، 43 عاما، متزوج وأب لثلاثة أطفال. لقد كرّست حياتي لمحاولة بناء مستقبل أفضل هنا، حتى في أحلك اللحظات، لأنني لم أؤمن أبدًا بوجود خيار آخر."
وأضاف أنه خدم في الاحتياط بشكل مستمر طوال 16 عاما، بغض النظر عن الحكومات التي تعاقبت على إسرائيل، حتى لو لم يتفق مع سياساتها، لكنه كان يؤمن دومًا "بالمؤسسة العسكرية وأهدافها".
وأشار غور إلى أنه استدعي للخدمة فورًا عقب هجوم 7 أكتوبر، وظلّ يؤدي واجباته العسكرية دون تردد، معتبرًا أن ذلك كان ضرورة لحماية أمن إسرائيل. لكنه قال:
"لقد انهار كل شيء هذا الصباح. قبل ساعات قليلة، التقيت بقائد سريتي وأبلغته أن الأمر قد انتهى. لقد تجاوزنا الحدود."
انتقد غور بشدة القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، متهمًا إياها "بالتخلي عن مواطنيها عمدًا، وتقديم اعتبارات سياسية باردة على حساب حياة البشر".
وقال في منشوره: "عندما تغتال الحكومة حراسها بكل الطرق الممكنة، وعندما يصبح الملك أهم من المملكة، عندها ينتهي كل شيء."
ورغم قراره إنهاء خدمته، أكد غور أنه سيواصل نضاله من أجل "إسرائيل أفضل"، بعيدًا عن العنف، وأنه سيبقى داعمًا للمواطنة الفاعلة والمسؤولية الاجتماعية والخدمة العسكرية، مشددًا على أن "الأمور يمكن أن تكون مختلفة هنا".
ويأتي قرار غور وسط تصاعد التوترات داخل الجيش الإسرائيلي، حيث تزايدت انتقادات بعض الجنود والضباط الاحتياطيين لسياسات الحكومة بشأن الحرب في غزة.
وفي حين لم يعلق الجيش الإسرائيلي رسميا على تفاصيل القرار، إلا أن فصل غور قد يشير إلى تشديد الإجراءات ضد الأصوات المعارضة داخل المؤسسة العسكرية، خصوصًا في ظل استمرار العمليات العسكرية في غزة والتحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل.