الأم المثالية في قنا.. رجاء أغابيوس تروي لـ "الفجر" ملحمة التضحية والنجاح

محافظات

الام المثالية
الام المثالية

في رحلة كفاح ملهمة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، تُوجت السيدة رجاء عدلي فتح الله أغابيوس بلقب "الأم المثالية" لمحافظة قنا لعام 2025، اعترافًا بعطائها غير المحدود وصمودها في وجه التحديات من أجل تربية أبنائها.

بدأت الحكاية عام 1988، عندما تزوجت رجاء من مهندس يعمل بإحدى الجهات الحكومية، وعاشت معه حياة من الترحال المستمر بين المحافظات بسبب ظروف عمله، دون أن يمتلكا مسكنًا خاصًا، كانت تنتقل مع أسرتها الصغيرة من مكان إلى آخر، حاملةً معها الأثاث والأحلام.

عندما انتقل الزوج إلى محافظة جديدة دون توفر مسكن، لجأت إلى منزل والدتها، حيث وجدت الدعم والمساندة، خاصة بعد أن بدأت عملها كطبيبة بيطرية في إحدى الإدارات الحكومية.

رُزقت رجاء بابنتها الكبرى عام 1990، ثم ابنها الثاني عام 1992. ومع دخول الأبناء مراحل التعليم المختلفة، كرست وقتها وجهدها لتوفير بيئة مستقرة تضمن تفوقهم. 

وجاءت المحنة الكبرى عام 2006، حين رحل الزوج تاركًا خلفه مسؤولية ثقيلة على عاتق الأم، حيث كانت الابنة الكبرى تدرس في السنة الثانية بكلية الطب، بينما كان الابن في الصف الأول الثانوي. 

بإرادة صلبة، واصلت رجاء دعم أبنائها حتى تخرجت ابنتها الكبرى من كلية الطب والجراحة وبدأت في استكمال دراستها العليا للحصول على درجة الماجستير. أما الابن، فقد سار على درب التفوق والتحق بكلية الطب، ليحصل بدوره على بكالوريوس الطب والجراحة، فقامت الأم بافتتاح عيادة له، لتدعمه في أولى خطواته العملية.

واليوم، بعد سنوات من التحدي والعطاء، تقف رجاء شامخة بلقب "الأم المثالية لشهيد الشرطة"، ليس فقط تكريمًا لها كأم ضحت لأجل أبنائها، بل كنموذج مشرف للمرأة المصرية التي لم تنحنِ أمام الصعاب.

تقول الأم المثالية في حديثها إلى "الفجر"، أدركت أن التعليم هو السلاح الأقوى لمستقبل أبنائي، فكنت أحرص على توفير الجو المناسب لمذاكرتهم رغم كل الصعوبات، ولكن رحيل زوجي كان صدمة كبيرة، لكنني قررت ألا أستسلم، وكان علي أن أكون الأم والأب لأبنائي".

وتشير، إلى أن نجاح أبنائي هو أعظم إنجاز لي. لم يكن الطريق سهلًا، لكن رؤية أحلامهم تتحقق جعلت كل التعب يهون".

تؤكد الأم المثالية، أن هذا التكريم هو وسام على صدري، لكنه ليس لي وحدي، بل لكل أم صابرة ومثابرة".