أم بديلة من دمياط.. قصة أمومة تتحدى الزمن

في قلب محافظة دمياط، تضيء حكاية "فوزية"، الأم البديلة التي منحت معنى مختلفًا للأمومة، حيث أفنت 22 عامًا من عمرها لرعاية أبناء ليسوا من رحمها، لكنها احتضنتهم بقلبها وحنانها حتى صاروا شبابًا ناجحين يفتخرون بها كأم.
"فوزية" تبلغ من العمر 69 عامًا، حاصلة على ليسانس آداب، وقد بدأت رحلتها الطويلة مع الأمومة البديلة بعد تجربة زواج مؤلمة، حيث تزوجت في عام 1980 من مهندس زراعي، لكنها لم تنجب على مدار 24 عامًا، بسبب معاناة زوجها مع المرض منذ عام 1984. وبرغم قسوة الظروف، ظلت إلى جواره حتى رحل عن الحياة عام 2001.
لكن الأم التي لم تنجب، وجدت بابًا آخر لتمنح ما في قلبها من حنان، عندما قررت في عام 2002 أن تحتضن 3 أطفال من أبناء إحدى دور الرعاية، وربتهم كأنهم أبناؤها، حتى أصبحوا اليوم نماذج مشرّفة في المجتمع.
رحلة الأم لم تتوقف عند هذا الحد، فبعد وفاة زوجها ووفاة والديها، قررت أن تكمل طريقها في العطاء، متطوعة في خدمة الأطفال بدور الرعاية، لتكون سندًا وعونًا لهم.
واليوم، تفخر "فوزية" بأبنائها الخمسة الذين حققوا أعلى الدرجات العلمية، حيث تخرج الأول في كلية الطب، والثاني في كلية الشرطة، بينما حصلت البنات الثلاث على بكالوريوس في الطب والهندسة وطب الأسنان.
وتؤكد الأم البديلة أن عطائها لأبنائها لم يكن مجرد واجب، بل رسالة اختارت أن تكملها حتى النهاية، قائلة: "ما زال عطائي مستمرًا، حتى بعد أن تزوج أبنائي جميعًا وحققوا أحلامهم، سأظل أمًا لكل طفل يحتاجني".
هذا ووجهت مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي تحية تقدير لكل أم مصرية تحملت مشاق الحياة وقدمت لأبنائها الدعم والحنان، مؤكدة أن مسابقة الأم المثالية ليست فقط تكريمًا للأمهات الفائزات، بل احتفاءً بكل أم مصرية ضحت وأعطت وبذلت الجهد من أجل بناء أسرة صالحة ومجتمع قوي.
وتؤكد الوزارة استمرارها في إعلاء قيمة الأمومة، كركيزة أساسية لتماسك المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن قصص الكفاح التي روتها الأمهات هذا العام تمثل ملحمة حقيقية من الصبر والعطاء تستحق أن تُروى للأجيال القادمة