دموع في قاعة المحكمة.. قصة زوجة تبحث عن حقها في المصاغ الذهبي

حوادث

محكمة الأسرة
محكمة الأسرة

 

في إحدى قاعات محكمة الأسرة بالقاهرة، جلست "نورا" على أحد المقاعد الخشبية، تمسح دموعها بطرف حجابها، بينما تتأمل أوراق القضية التي تحملها بيدها. كانت تنتظر بفارغ الصبر أن ينادي الحاجب على اسمها، لتنظر المحكمة في دعواها ضد زوجها السابق "كريم"، الرجل الذي أحبته يومًا، ثم انتهت علاقتهما بصراع قانوني على حقها المسجل في قائمة المنقولات الزوجية.

"فين دهبي؟"

بدأت القصة عندما انفصلت نورا عن كريم بعد خمس سنوات من الزواج، لم تكن تتخيل أن الطلاق سيقودها إلى أروقة المحكمة، لكنها فوجئت عند تنفيذ حكم تسليم منقولاتها الزوجية بأن المصاغ الذهبي الذي كان مدونًا في القائمة لم يكن ضمن الأغراض التي استلمتها.

وقفت أمام مأمور التنفيذ، وهي تتفحص الأغراض، ثم نظرت إلى طليقها بغضب وسألته:
— "فين دهبي؟ مش مكتوب في القائمة؟"
ابتسم كريم ببرود وقال:
— "ده كان هدية مني، والهدايا لا تُرد!"

لكن نورا كانت تعرف حقها، فقد اشترى كريم المصاغ من مالها الخاص، وكان مثبتًا في القائمة.

"مش هتنازل عن حقي"

عادت نورا إلى منزلها، وأخذت تفكر في الأمر. لم تكن تريد العودة إلى ساحات المحاكم، لكنها شعرت بالقهر والظلم. قررت اللجوء إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية، علّها تجد حلًا وديًا، لكن كريم رفض تمامًا إعادة المصاغ أو دفع قيمته.

لم تجد أمامها خيارًا سوى رفع دعوى قضائية، مطالبة بحصولها على قيمة المصاغ الذهبي الذي لم تستلمه، وقدرته المحكمة بمبلغ 132 ألف و360 جنيهًا.

لحظة النطق بالحكم

داخل قاعة المحكمة، وقف محامي نورا يعرض المستندات، مؤكدًا أن المصاغ مدرج ضمن القائمة وأن الزوج لم ينكره عند تحريرها. على الجانب الآخر، حاول كريم التنصل، مدعيًا أن المصاغ لم يكن جزءًا من القائمة، لكن المحكمة واجهته بمحضر التنفيذ الذي يثبت عدم استلام نورا لمشغولاتها الذهبية.

حبست نورا أنفاسها وهي تستمع إلى القاضي وهو ينطق بالحكم:
— "إلزام الزوج بأداء 132 ألف و360 جنيهًا لزوجته السابقة قيمة المصاغ الذهبي المثبت بقائمة المنقولات."

تنفست الصعداء، وامتلأت عيناها بالدموع، لكنها لم تكن دموع الحزن هذه المرة، بل دموع استعادة حقها المسلوب.

"مش كل ست بتسكت"

خرجت نورا من المحكمة، وهي تشعر بالقوة، وكأنها انتصرت ليس فقط لنفسها، بل لكل امرأة تجد نفسها مضطرة للجوء إلى القضاء لاستعادة ما هو حق لها. نظرت إلى صديقتها التي كانت تساندها منذ البداية وقالت:
— "مش كل ست بتسكت.. وأنا عمري ما كنت واحدة من اللي بيسكتوا عن حقهم."