صلاة التراويح

أيهما أفضل صلاة التراويح في المسجد أو المنزل ؟.. الإفتاء تجيب

إسلاميات

أيهما أفضل صلاة التراويح
أيهما أفضل صلاة التراويح في المسجد أو المنزل ؟

شهر رمضان المبارك هو شهر الروحانيات والعبادة، حيث يتقرب المسلمون إلى الله بالأعمال الصالحة، وعلى رأسها الصلاة، وخصوصًا صلاة التراويح التي تُعد من السنن المؤكدة التي يحرص عليها المسلمون في هذا الشهر الكريم.

وفي كل عام، يتجدد التساؤل حول مكان أداء صلاة التراويح، هل يجب أن تُؤدى في المسجد، أم يمكن للمسلم أن يصليها في بيته وتظل محتفظة بأجرها وفضلها؟ وهل هناك فرق في الأجر بين أدائها في الجماعة أو في المنزل؟

في هذا السياق، تحدث الدكتور محمد الأدهم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في لقاء تلفزيوني، مؤكدًا أن الأمر فيه سعة ورخصة، فمن شاء أن يصليها في المسجد فله ذلك، ومن فضل أداءها في المنزل فله ذلك أيضًا، وكلاهما جائز ولا حرج فيه، وفقًا لما ذهب إليه الفقهاء.

لكن رغم هذه الحرية في الاختيار، فإن للصلاة في المسجد أبعادًا روحية واجتماعية تجعلها أكثر تفضيلًا عند الكثيرين، كما أن الصلاة في البيت قد تكون أكثر راحة لبعض الأشخاص وفقًا لظروفهم. فما هو الأفضل؟ وما موقف المرأة من هذا الأمر؟ وهل هناك إرشادات يجب الالتزام بها عند الصلاة في المسجد؟

سنحاول في هذا التقرير الإجابة عن هذه التساؤلات، مستندين إلى رأي العلماء وما ورد في السنة النبوية حول مكان أداء صلاة التراويح.

 

الصلاة في المسجد.. روحانية خاصة وتعزيز للترابط الاجتماعي

أكد الدكتور محمد الأدهم أن أداء صلاة التراويح في المسجد له طابع خاص وروحانيات مميزة، حيث يشعر المسلم بالخشوع والطمأنينة وسط جماعة المصلين، كما أن اجتماع المسلمين للصلاة يحقق مقاصد عظيمة، منها تعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع وإحياء سنة الجماعة وزيادة التآلف بين الناس والاستفادة من خشوع الجماعة وأثرها الإيماني، حيث يتأثر الفرد بالبيئة الإيمانية داخل المسجد والالتقاء بالأصدقاء والجيران في جو من الألفة والروحانية، مما يعزز التآخي بين الناس، خاصة في هذا الشهر المبارك.

وبناءً على هذه الفوائد، يرى الكثيرون أن أداء التراويح في المسجد هو الخيار الأفضل لمن يستطيع ذلك، حيث يجمع بين الأجر الروحي والأثر الاجتماعي الذي يعكس جوهر شهر رمضان في التراحم والتقارب بين المسلمين.

 

الصلاة في المنزل

رغم فضل الجماعة، أشار أمين الفتوى إلى أن صلاة التراويح في البيت جائزة ولا ينتقص ذلك من ثوابها، حيث يمكن لأي مسلم أداؤها في منزله بذات الأجر والفضل، خاصة إذا كان يجد في ذلك راحة أكبر أو صعوبة في الذهاب إلى المسجد.

ومن الأمور التي تجعل بعض الأشخاص يفضلون الصلاة في المنزل القدرة على أداء الصلاة براحة أكبر ودون التقيد بجماعة المسجد والانشغال بالعبادات الأخرى في المنزل مثل قراءة القرآن والدعاء وعدم توفر المساجد القريبة أو وجود زحام شديد في بعض الأماكن وحالة الطقس أو الصحة الشخصية التي قد تجعل النزول إلى المسجد أمرًا صعبًا.

لذلك، يبقى الخيار متاحًا لكل فرد وفقًا لظروفه الشخصية، مع التأكيد على أن الأجر محفوظ سواء صلاها في المسجد أو المنزل.

ما هو الأفضل للمرأة: المسجد أم المنزل؟

وفيما يخص النساء، أوضح الدكتور محمد الأدهم أن الاختيار بين الصلاة في المسجد أو المنزل متروك للمرأة نفسها، ولا يمكن القول بأن أحد الخيارين أفضل على الإطلاق، فذلك يعتمد على الراحة والظروف الشخصية لكل امرأة.

وقد استشهد بحديث النبي ﷺ: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله»، مما يدل على أن للنساء الحرية في الذهاب إلى المسجد، ولا يجوز لأحد منعهن من ذلك، ما دام رغبن فيه.

وفي نفس الوقت، فإن صلاة المرأة في المنزل لا تقل أجرًا، بل قد تكون أكثر راحة وأيسر لها وفقًا لظروفها العائلية.

لذا، فإن الأمر واسع وميسر، ويمكن للمرأة أن تختار ما يناسبها دون أن تشعر بأي حرج أو نقص في الثواب.

 

آداب الصلاة في المسجد

من النقاط الهامة التي شدد عليها أمين الفتوى هي ضرورة الالتزام بآداب المسجد عند أداء التراويح، محذرًا من بعض السلوكيات التي قد تُذهب روحانية الصلاة وتقلل من أجرها، مثل التحدث في أمور الدنيا داخل المسجد وتحويله إلى مكان للنقاشات الجانبية والوقوع في الغيبة والنميمة أثناء انتظار الصلاة أو بعدها وإزعاج المصلين بالهواتف المحمولة أو الأطفال داخل المسجد وعدم الالتزام بالخشوع والانشغال بأمور أخرى أثناء الصلاة.

وقد استشهد بحديث النبي ﷺ: «كفى بالمرء إثمًا أن يُحدّث بكل ما سمع»، مشددًا على أن الانشغال بالذكر والعبادة داخل المسجد هو الأولى والأهم، سواء في صلاة التراويح أو غيرها.