عودة «شباب امرأة»
بين الكلاسيكية والرؤية الحديثة.. عودة «شباب امرأة» إلى الشاشة في رمضان يثير الجدل

يعد فيلم «شباب امرأة» أحد أهم كلاسيكيات السينما المصرية، حيث تم إنتاجه عام 1956، واستطاع أن يحقق نجاحًا جماهيريًا ونقديًا كبيرًا، حتى وصل إلى مهرجان كان السينمائي والفيلم مستوحى من رواية الأديب أمين يوسف غراب، التي سلطت الضوء على الصراعات الاجتماعية بين الأجيال، والعلاقات العاطفية غير المتكافئة.
واليوم، بعد مرور أكثر من 70 عامًا، تعود القصة من جديد على الشاشة الصغيرة في شكل مسلسل درامي حديث يعرض خلال شهر رمضان 2025 على قناة ON ويهدف العمل إلى تقديم رؤية معاصرة لأحداث الرواية، مع تحديث بعض التفاصيل لتتناسب مع التحولات الاجتماعية والثقافية التي طرأت على المجتمع المصري.
ولكن القصة ليست فقط حول الدراما والإثارة، بل تمتد إلى الجدل الأدبي الذي أثارته الرواية الأصلية، حيث قيل إنها مستوحاة من الرواية الفرنسية «سافو» للأديب ألفونس دوديه، والتي نشرت عام 1884. فهل كان العمل الأدبي «شباب امرأة» إبداعًا خالصًا، أم أن هناك تأثيرات أدبية أجنبية؟
في هذا التقرير، سنناقش أصل الرواية، والجدل حول اقتباسها.
الرواية الأصلية.. هل استوحاها غراب من «سافو»؟
تتناول رواية «شباب امرأة» قصة إمام، الشاب الريفي البسيط الذي ينتقل إلى القاهرة ليبدأ حياته المهنية كطبيب، لكنه يقع تحت تأثير المعلمة شفاعات، المرأة القوية ذات النفوذ، التي تحاول إغوائه واستدراجه إلى علاقة عاطفية، مما يضعه في صراع نفسي واجتماعي معقد.
لكن بعض النقاد لاحظوا تشابهًا بين هذه القصة ورواية «سافو» الفرنسية، التي تحكي عن شاب يدعى جان جوسين، ينتقل من جنوب فرنسا إلى باريس، وهناك يقع في حب فاني ليجراند، المرأة الأكبر سنًا، والتي كانت تعمل سابقًا كعارضة أزياء، وتحاول السيطرة عليه عاطفيًا.
التشابهات بين الروايتين ليست فقط في العلاقة بين البطلين، بل تمتد إلى الصراع الأخلاقي والاجتماعي الذي يواجهه الشاب، بالإضافة إلى أسلوب التلاعب الذي تمارسه البطلة ذات الخبرة الحياتية الأكبر.
وقد أشار الناقد مصطفى محرم إلى أن الفيلم السينمائي المأخوذ عن الرواية كان مقتبسًا بشكل غير معلن من «سافو»، وهو ما يفسر الخلاف الذي نشب بين الكاتب أمين يوسف غراب والمخرج صلاح أبو سيف، بعد رفض غراب الاعتراف بأي اقتباس من العمل الفرنسي.
تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي
في عام 1956، تم تحويل رواية «شباب امرأة» إلى فيلم سينمائي من إخراج صلاح أبو سيف، وبطولة:
- تحية كاريوكا في دور المعلمة شفاعات
- شكري سرحان في دور الشاب الساذج إمام
- شادية
- عبدالوارث عسر
كان الفيلم محطة هامة في السينما المصرية، حيث قدم رؤية جريئة للعلاقات غير المتكافئة، وأبرز الصراعات الطبقية والنفسية التي يعيشها الشباب عند الانتقال إلى بيئة جديدة مختلفة.
وقد تألقت تحية كاريوكا في تقديم شخصية شفاعات القوية المسيطرة، فيما جسد شكري سرحان ببراعة دور الشاب الذي يقع في فخ الإغواء، ويكاد يضيع مستقبله بسبب هذه العلاقة.
حقق الفيلم نجاحًا ساحقًا، وشارك في مهرجان كان السينمائي 1956، كما حصل على العديد من الجوائز، ليصبح واحدًا من أهم الأفلام المصرية على الإطلاق.
عودة «شباب امرأة» في رمضان 2025
بعد أكثر من سبعة عقود، تعود القصة إلى الشاشة في شكل مسلسل درامي جديد، يعرض خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك على قناة ON، حيث تم تحديث الحبكة لتتناسب مع العصر الحديث، مع الحفاظ على الروح الأصلية للقصة.
طاقم العمل الجديد
- يوسف عمر في دور إمام
- غادة عبدالرازق في دور شفاعات
- محمود حافظ
- عمرو وهب
- داليا شوقي
- جوري بكر
- محمد محمود
- رانيا منصور
- طارق النهري
المسلسل من سيناريو وحوار محمد سليمان عبدالمالك، وإخراج أحمد حسن، وإنتاج شركة فينومينا.
ويقدم المسلسل رؤية معاصرة للتغيرات الاجتماعية والنفسية التي يمر بها الشباب عند الانتقال من الريف إلى المدينة، وكيف يمكن للبيئة الجديدة أن تؤثر على قراراتهم وحياتهم.