ملتقى الفكر الإسلامي للواعظات بالفيوم يناقش "أدب التعامل مع الجيران"

محافظات

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

انعقد ملتقى الفكر الإسلامي للواعظات بمسجد دار الرماد الشرقي بالفيوم، ليضفي أجواءً إيمانية وروحانية تعزّز الوعي الديني، اليوم الأثنين،وذلك ضمن خطة وزارة الأوقاف لأستقبال شهر رمضان المبارك، وحرصها على دعم دور المرأة في المجتمع، ونشر الفكر الوسطي المستنير، وجاء الملتقى بمشاركة نخبة من واعظات الأوقاف، اللاتي حملن على عاتقهن رسالة التوجيه والإرشاد، ترسيخًا للقيم الإسلامية السمحة.


جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات معالي وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، ورعاية الشيخ سلامة عبد الرازق، مدير المديرية، والدكتورمحمود الشيمي،وكيل المديرية.

 

وقد أكدن أن القرآن الكريم عظَّم أمر اﻹحسان إلي الجار، فقال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}[النساء:36]،ولهذا كان كثيرًا ما ينزل الوحي على النبي (صلى الله عليه وسلم) يوصي بالجار حتى ظنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم)  أن الله (عز وجل) سيشرع ميراثًا بين الجيران من شدة الوصية بهم، فعن عَائِشَةَ (رضي الله عنها ) قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم ) يَقُولُ: (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ).


كما أشرن أن من حقوق الجار تفقد حاله لا سيما الفقير وذو الحاجة،وهذا من الإيمان والمروءة، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ (رضي الله عنهما) قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ):” لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ”، فالإحسان إلى الجار يشمل كل وجوه الخير، فعَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْن ِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ (رضي الله عنهما ) عَنْ رَسُول ِاللَّه ِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْه ِوَسَلَّمَ ) أَنَّهُ قَالَ: (خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْد َاللَّهِ تَعَالَى خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْر ُالْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ)، فالإحسان إلى الجار دليل على صدق الإيمان بالله تعالى، وعلى التخلق بمكارم الأخلاق وعلى كمال العقل ورجاحته.


وفي الختام أكدن أن الإحسان إلى الجار عبادة بينك وبين الله تعالى، فلا تتعلل بسوء معاملته،فإن أجرك على الله تعالى، فقد روي أن رجلا جاء إلى ابن مسعود (رضي الله عنه) فقال له: إن لي جارًا يؤذيني ويشتمني ويضيق عليّ ؟ فقال:” اذهب فإن هو عصى الله فيك فأطع الله فيه”، ذلك لأن الإحسان يغلب الإساءة والصلة تَجُبُّ القطيعة، وقد يكون للجوار بعضُ الأمور التي يكون فيها بعض تجاوز دون إلحاق ضرر فلا حرج في ذلك، فالتعامل فيها يكون بالفضل، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَة َ(رضي الله عنه )أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ:  (لَا يَمْنَعْ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ ).