"حلم لم يكتمل".. قصة خطيبين جمعهما الحب وفارقتهما الحياة في حادث مأساوي

في لحظة تحولت فيها الأحلام إلى دموع، والفرح إلى صدمة، استيقظ أهالي الدقهلية على خبر مأساوي بوفاة طبيبين شابين كانا يستعدان لحياتهما الجديدة. الدكتور حمدي السيد والدكتورة أسماء إبراهيم، قصة حب بدأت منذ سنوات وانتهت في لحظة قدرية، بعدما تعرضا لحادث سير مروع أنهى حياتهما قبل أيام قليلة من زفافهما المرتقب.
رحلة بلا عودة
في مساء هادئ، استقل الخطيبان سيارتهما في طريق ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية، يتبادلان الحديث عن مستقبلهما المشترك، وعن آخر التجهيزات لحفل الزفاف الذي كانا يخططان له منذ شهور. كانت الحياة تبتسم لهما، والطموحات تتسع أمامهما، لكن فجأة، انقلب كل شيء رأسًا على عقب.
انحرفت السيارة عن الطريق، ووقع الحادث القاتل. لم يكن هناك متسع من الوقت لإنقاذهما، فقد أسلم كل منهما الروح في موقع الحادث، تاركين وراءهما أحلامًا لم تكتمل، وأسرًا لم تستوعب الصدمة بعد.
"صبرًا يا أسماء".. ثم اكتشاف الفاجعة
بعد دقائق من إعلان وفاة الدكتور حمدي السيد، بدأ الأصدقاء ينعونه بكلمات مؤثرة، خاصة خطيبته أسماء التي ظن الجميع أنها ستبكيه طويلًا. لكن الصدمة الكبرى كانت عندما علموا أنها كانت معه، وأنها أيضًا رحلت في ذات الحادث، لينقلب الحزن على فقدان شخص واحد إلى مأساة مزدوجة هزت المنطقة بأكملها.
جنازة مهيبة تهز الدقهلية
في مشهد مهيب، خرج المئات من أهالي قرية ميت سلسيل لتشييع جثماني العروسين الراحلين. منذ الصباح الباكر، توافد الأهل والجيران والأصدقاء إلى منزليهما، حيث خيم الحزن على الجميع. لم يكن أحد يصدق أن تجهيزات العرس قد تحولت إلى مراسم وداع، وأن الزغاريد المنتظرة أصبحت دموعًا ونحيبًا.
موكب جنائزي حاشد سار وسط أجواء حزينة، حيث حمل الأهالي النعشين على الأكتاف، مرددين دعوات الرحمة والمغفرة، حتى وصلوا إلى المسجد حيث أُقيمت صلاة الجنازة وسط بكاء وانهيار المشيعين. عقب ذلك، توجه الموكب إلى المقابر، حيث وُري جثماناهما الثرى في مشهد أبكى كل من حضره.

حسن الخلق والسيرة الطيبة
لم يكن رحيل حمدي وأسماء مجرد خبر عابر، بل حديث كل من عرفهما. كانا مثالًا للأخلاق الطيبة والطموح، وكان الجميع يشهد لهما بالالتزام وحب الخير. لم يكن موتهما نهاية لحكايتهما، بل بداية لذكراهما التي ستظل حاضرة في قلوب كل من عرفهما.
رثاء واسع على مواقع التواصل
تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء، حيث كتب الأصدقاء والزملاء عبارات مؤثرة تعبر عن الحزن والصدمة. نشر البعض صورًا تجمعهما في لحظات سعيدة، وتحدثوا عن أحلامهما التي لم تكتمل، وعن زفاف لم يُكتب له أن يُقام.
قصة حب لم تكتمل
قبل عام، بدأ مشوارهما معًا، وخلال تلك الفترة، كانا يخططان لحياة مليئة بالنجاحات والسعادة. لكن الموت كان أسرع، ليضع نهاية مفاجئة لقصة حب لم يفرقهما فيها شيء، حتى في لحظة الرحيل.