تأييد إقليمي ودولي واسع لخطة الإعمار

مصر تقود جهود إعادة إعمار غزة وسط دعم دولي واسع

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

حظيت خطة إعادة إعمار قطاع غزة، التي تبنتها مصر، بتأييد إقليمي ودولي واسع، وسط جهود مكثفة لضمان تنفيذها على أرض الواقع. وأكد وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبدالعاطي، أن القاهرة تسعى حاليًا لترتيب استضافة مؤتمر دولي لدعم إعادة الإعمار، بهدف تأمين التمويل اللازم وتنفيذ الخطة بشكل يضمن تحقيق الاستقرار في القطاع.

الوزير بدر عبد العاطي
الوزير بدر عبد العاطي

وأشار عبدالعاطي، خلال اجتماع موسع ضم أكثر من مائة سفير أجنبي وممثلي السفارات والمنظمات الدولية، إلى أن هناك مقترحًا قيد الدراسة بمجلس الأمن الدولي، يهدف إلى إنشاء وجود دولي في الأراضي الفلسطينية، يشمل نشر قوات حفظ سلام أو حماية دولية، ضمن إطار زمني محدد يسهم في تحقيق حل الدولتين.

محاور الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة


استعرض وزير الخارجية المصري الخطوط العريضة للخطة التي وضعتها مصر بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، مشددًا على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار كخطوة أولى لضمان تنفيذ برامج الإعمار بنجاح. وتضمنت الخطة مجموعة من المحاور الأساسية، أبرزها:

إدارة مرحلة التعافي المبكر: من خلال وضع آليات تضمن سرعة إعادة إعمار المنشآت الأساسية، مع الحفاظ على حقوق الفلسطينيين في إدارة شؤونهم.
تمكين السلطة الفلسطينية: حيث أكدت مصر ضرورة عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وإدارة شؤون القطاع من خلال لجنة مستقلة وغير فصائلية، تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
تعزيز الأمن في القطاع: بدأت مصر والأردن بالفعل في تدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية، تمهيدًا لنشرهم في غزة، لضمان استقرار الأوضاع الأمنية.
إعادة تأهيل القطاع الصحي في غزة
من جانبه، قدم وزير الصحة المصري، الدكتور خالد عبدالغفار، عرضًا مرئيًا متكاملًا حول الجهود المصرية في دعم القطاع الصحي بقطاع غزة، كجزء من خطة إعادة الإعمار الشاملة. وأوضح أن مصر قدمت خدمات صحية لأكثر من 107 آلاف فلسطيني عبروا إلى مصر منذ بداية الحرب، بتكلفة تجاوزت 570 مليون دولار، مما يعكس حجم التحديات الصحية التي يواجهها القطاع.

وأشار عبدالغفار إلى أن أكثر من 70% من المنشآت الصحية في قطاع غزة خرجت عن الخدمة، نتيجة نقص الإمدادات الطبية واستهداف البنية التحتية الصحية. وفي هذا الإطار، قدمت مصر مقترحًا متكاملًا لإعادة تأهيل القطاع الصحي، يهدف إلى:

إعادة بناء المستشفيات والمراكز الصحية التي تعرضت للدمار.
توفير الإمدادات الطبية اللازمة، بما يضمن استمرار تقديم الخدمات الصحية.
تعزيز الكوادر الطبية في غزة من خلال إرسال فرق طبية وتدريب الطواقم المحلية.


التمويل والتعاون الدولي


تسعى مصر، عبر استضافتها لمؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، إلى حشد الدعم المالي واللوجستي اللازم لتنفيذ المشروعات المقترحة، خاصة في ظل الحاجة الماسة إلى تمويل عمليات البناء وإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية، بما يشمل الإسكان، والمياه، والكهرباء، والخدمات الصحية.

وأكدت القاهرة أهمية التعاون الإقليمي والدولي لضمان نجاح الخطة، حيث يجري التنسيق مع مختلف الأطراف، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج، لضمان توفير الموارد المطلوبة بأسرع وقت ممكن.

رؤية مستقبلية لاستقرار غزة


تأتي الجهود المصرية في إطار رؤية متكاملة لدعم استقرار قطاع غزة، حيث لا تقتصر على إعادة الإعمار، بل تشمل أيضًا تمكين الفلسطينيين من إدارة شؤونهم، وتوفير بيئة آمنة تضمن عدم تكرار النزاعات. ويبقى التحدي الأكبر هو تحقيق توافق دولي وإقليمي يضمن تنفيذ هذه الرؤية، وسط تطلعات بأن يسهم دعم المجتمع الدولي في تسريع وتيرة إعادة الإعمار وتحقيق مستقبل أكثر استقرارًا للفلسطينيين.