سياسة واشنطن تجاه سوريا في عهد ترامب

واشنطن وموقفها من الملف السوري: تطورات وتحليلات

تقارير وحوارات

نظام أحمد الشرع
نظام أحمد الشرع

منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، التزمت إدارته الصمت حيال السياسة الأميركية تجاه سوريا. ولم تصدر تصريحات رسمية سوى بيان مقتضب من وزير الخارجية ماركو روبيو، رحّب خلاله بتوافق الحكومة الانتقالية مع قوات سوريا الديمقراطية على إيجاد صيغة لتنظيم العلاقة مع الرئاسة السورية والقوات العسكرية.

كما شددت تصريحات رسمية أخرى على ضرورة احترام الأقليات العرقية والدينية، وذلك في سياق التطورات الأخيرة في منطقة الساحل السوري. بدوره، أدلى تيم ليندركينغ، القائم بمهمات مساعد وزير الخارجية، ببيان أمام معهد الشرق الأوسط أكد فيه على ضرورة طرد العناصر الأجنبية من التشكيلات العسكرية والأمنية السورية، لكنه لم يوضح الكيفية التي ستعتمدها واشنطن للتعامل مع الحكومة السورية الحالية.

واشنطن ومكافحة الإرهاب في سوريا

في ظل غياب سياسة واضحة، كشفت مصادر مطلعة في العاصمة الأميركية لشبكتي "العربية" و"الحدث" أن مسؤولين في البيت الأبيض عقدوا اجتماعات مع شخصيات سورية ودولية لمناقشة التوجهات المستقبلية لواشنطن بشأن سوريا.

وأشار أحد المشاركين في هذه الاجتماعات إلى أن فريق ترامب في مجلس الأمن القومي يركز على سوريا من زاوية مكافحة الإرهاب، معبّرًا عن قلقه العميق تجاه الرئيس السوري الحالي، أحمد الشرع، وهيئته الحاكمة. وتعتبر الإدارة الأميركية أن الشرع وتنظيم هيئة تحرير الشام امتداد لمنظومة القاعدة الإرهابية، الأمر الذي يثير مخاوف واشنطن بشأن مدى استقرار الحكم في سوريا.

الموقف الأميركي وتأثيره على العراق وتركيا

يتقاطع الموقف الأميركي مع رؤية الحكومة العراقية التي طلبت بقاء القوات الأميركية في البلاد لمواصلة جهود مكافحة داعش. وعلى الرغم من خطط العراق لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في بعض المناطق بحلول سبتمبر 2025، فإن المسؤولين العراقيين يعربون عن قلقهم من النشاطات المتطرفة في سوريا، مما قد يؤثر على أمنهم القومي.

في المقابل، تبدو العلاقة بين واشنطن وأنقرة معقدة، حيث تنظر إدارة ترامب إلى تركيا باعتبارها الراعي الرئيسي لأحمد الشرع وتنظيمه. ووفقًا لمصادر "العربية" و"الحدث"، فإن سيباستيان غوركا، مدير شؤون مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي، يعد أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في ملف سوريا داخل إدارة ترامب. غوركا، المعروف بمواقفه الصارمة تجاه الجماعات المتطرفة، يرى أن أنقرة تمتلك نفوذًا كبيرًا على القيادة السورية الجديدة، مما يثير تساؤلات حول مسؤوليتها في إدارة المشهد.

محادثات أردوغان وترامب.. تطبيع العلاقات؟

في سياق آخر، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مكالمة هاتفية مع ترامب تناولت الملف السوري. ووفقًا للرئاسة التركية، فقد شدد أردوغان على أهمية رفع العقوبات عن سوريا لدعم عمل الإدارة الجديدة هناك وتحقيق الاستقرار، ما قد يساعد في تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

لكن من اللافت أن البيت الأبيض لم يصدر أي بيان رسمي حول المكالمة، مما يعكس رغبة واشنطن في الإبقاء على سياستها تجاه سوريا طي الكتمان، في انتظار إعلان موقف أكثر وضوحًا خلال الأسبوعين المقبلين.

سوريا.. أولوية متقدمة في أجندة ترامب

على الرغم من الانطباع السائد بأن الملف السوري لم يعد أولوية للإدارة الأميركية، فإن مصادر البيت الأبيض تؤكد أن ترامب وفريقه يولون أهمية كبيرة لهذا الموضوع، خاصة في ظل المخاوف المتزايدة لدى الولايات المتحدة وإسرائيل والعراق من سياسات الحكومة الانتقالية في سوريا.

من المتوقع أن تعلن واشنطن موقفها الرسمي قريبًا، وسط ترقب دولي لما ستكون عليه الخطوات الأميركية القادمة في هذا الملف الحساس.