وسط تصعيد المفاوضات والضغوط الدولية
حماس تربط الإفراج عن رهينة أميركي-إسرائيلي بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار

أكدت حركة حماس، السبت، أنها لن تفرج عن الجندي الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر (21 عامًا) وأربعة جثامين لرهائن آخرين إلا بعد تنفيذ إسرائيل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ووصفت الحركة الاتفاق بأنه "استثنائي" ويهدف إلى إعادة الهدنة إلى مسارها الصحيح، مشددة على ضرورة بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية فور تنفيذ عملية الإفراج.
وبحسب مصدر بارز في الحركة، فإن الاتفاق يجب أن يستمر لأكثر من 50 يومًا، مع التزام إسرائيل بعدة شروط، أبرزها التوقف عن منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، والانسحاب من محور فيلادلفيا الاستراتيجي على الحدود مع مصر. كما تطالب حماس بإطلاق سراح مزيد من الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الرهائن، في خطوة تضع إسرائيل أمام تحديات سياسية وأمنية معقدة.
التوترات الإسرائيلية والخلافات الداخلية
من جانبه، اتهم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حماس بشن "حرب نفسية"، معتبرًا أن مطالبها "غير عملية". يأتي ذلك في وقت أبدت فيه الولايات المتحدة دعمها لتمديد وقف إطلاق النار، حيث قدمت واشنطن مقترحًا لتمديد التهدئة لعدة أسابيع بهدف إفساح المجال أمام المفاوضات.
وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر سعيا لعرقلة جهود واشنطن في التوصل إلى اتفاق جديد مع حماس. وأشار مسؤول أميركي إلى أن "الدائرة المقربة من نتنياهو شنت حملة جنونية لمنع نجاح الولايات المتحدة في إطلاق سراح الأسرى"، ما يعكس الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية حول كيفية التعامل مع ملف الرهائن ومستقبل العمليات العسكرية.
معاناة المدنيين الفلسطينيين واستمرار القصف الإسرائيلي
رغم استمرار وقف إطلاق النار، فإن القطاع يشهد أوضاعًا إنسانية متدهورة، حيث قتل الجيش الإسرائيلي أربعة أطفال فلسطينيين خلال غارة استهدفت شمال غزة، وفقًا للهلال الأحمر الفلسطيني. كما تسببت القيود الإسرائيلية في نقص حاد في الغذاء والمساعدات، ما دفع المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، إلى اتهام إسرائيل بعدم الالتزام بالبروتوكول الإنساني للهدنة، مؤكدًا أن الحركة لا تسعى لتجدد الحرب، لكنها مستعدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني.
في المقابل، تسعى مصر وقطر لاستئناف المفاوضات ومحاولة تضييق فجوة الخلافات بين الجانبين، حيث ترأس وفد حماس القيادي خليل الحية لمتابعة التطورات في القاهرة.
الضغط الدولي وفرص نجاح الوساطة
في ظل هذه التوترات، أبدى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي تفاؤله إزاء مستقبل التهدئة، مشيرًا إلى أن الموقف الأميركي تجاه غزة يشهد تحولًا إيجابيًا. واعتبر أن تصريحات الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب بشأن رفض تهجير الفلسطينيين تمثل "تطورًا شديد الأهمية" في هذه المرحلة الحرجة.
من جانبه، قدم المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف مقترحًا جديدًا لتمديد وقف إطلاق النار لما بعد رمضان، مع إطلاق سراح مزيد من الأسرى الأحياء. إلا أن إسرائيل تعتبر موقف حماس متصلبًا، وتتمسك بضرورة استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق قبل الدخول في أي مفاوضات جديدة، وسط ضغوط مكثفة من اليمين الإسرائيلي المتطرف لاستئناف العمليات العسكرية.
تظل المفاوضات محفوفة بالتحديات في ظل تشبث كل طرف بمطالبه، بينما يدفع المدنيون الفلسطينيون الثمن الأكبر جراء استمرار الحصار الإسرائيلي ونقص الإمدادات الأساسية. ومع استمرار الضغوط الأميركية والدولية، تبقى مسألة الإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار محورية في تحديد مسار الأحداث خلال الأسابيع المقبلة.