فتاة مصرية تقرع أجراس السلام في الأمم المتحدة: رحلة متطوعة من شوارع القاهرة إلى فيينا

أخبار مصر

جانب من فاعليات البرنامج
جانب من فاعليات البرنامج

 

قبل عام ونصف، لم تكن كريمة هاني، الفتاة ذات السبعة عشر عامًا، تتخيل أن رحلتها في العمل التطوعي ستأخذها إلى قلب أوروبا، حيث ستقف وسط قاعة كبرى في مكتب الأمم المتحدة بفيينا لتقرع جرسًا يرمز للسلام والأمل في مستقبل خالٍ من الصراعات والمخدرات.

كانت البداية عندما قررت كريمة الانضمام إلى صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، حيث تلقت تدريبًا مكثفًا وأصبحت جزءًا من فريق يعمل على نشر التوعية بمخاطر المخدرات، خاصة في المناطق المطورة "بديلة العشوائيات"، لم يكن الأمر مجرد تطوع بالنسبة لها، بل رسالة آمنت بها وسعت إلى تحقيقها.

ومع مرور الوقت، أثبتت كريمة تميزها، لتتم دعوتها إلى منتدى الشباب الدولي لمكافحة المخدرات في فيينا، وهو حدث يجمع شبابًا من مختلف دول العالم لتبادل التجارب حول الوقاية من الإدمان، كان أداؤها اللافت في المنتدى سببًا في اختيارها لتمثيل مصر في فعالية "قرع الأجراس من أجل السلام"، ضمن ثلاث دول فقط على مستوى العالم، إلى جانب تايلاند وجنوب إفريقيا.

في القاعة التي ضمت مسؤولين دوليين وسفراء، وقفت كريمة بثبات، تحمل بداخلها صوت آلاف الشباب المصريين الذين يؤمنون بالتغيير. كانت الدكتورة غادة والي، وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، من بين الحضور، إلى جانب ممثلين من مختلف الدول وسفير اليابان، حيث شهدوا جميعًا هذه اللحظة الرمزية التي أكدت أن الشباب المصري قادر على التأثير عالميًا.

لم تكن مشاركة كريمة مجرد لحظة عابرة، بل تأكيدًا على دور الشباب في مواجهة قضايا مجتمعية كبرى مثل الإدمان، حيث يمتلك صندوق مكافحة الإدمان 34 ألف متطوع من مختلف المحافظات، 75% منهم طلاب جامعيون، وأكثر من 64% فتيات، جميعهم يعملون على نشر الوعي بين أقرانهم.

اليوم، تعود كريمة إلى مصر، لكنها ليست الفتاة نفسها التي بدأت رحلتها قبل عام ونصف، فقد أصبحت رمزًا للأمل والإرادة، ورسالة حية بأن العمل التطوعي يمكنه أن يغير حياة فرد، بل وربما مستقبل أمة بأكملها.

1000326550
1000326550
1000326553
1000326553
1000326556
1000326556
1000326559
1000326559