وقف الاستيراد.. ماذا يحدث بين السودان وكينيا؟

تقارير وحوارات

السودان وكينيا -
السودان وكينيا - الفجر

 


شهدت العلاقات بين السودان وكينيا توترًا متصاعدًا خلال الأيام الأخيرة، حيث أعلنت الحكومة السودانية وقف استيراد جميع المنتجات الواردة من كينيا، متهمة نيروبي بدعم مليشيا الدعم السريع المتمردة، فيما ردت الأخيرة بالتأكيد على استمرار التعاون الاقتصادي بين البلدين، رغم الإجراءات التي اتخذتها الخرطوم.

السودان يوقف استيراد المنتجات الكينية

أصدرت وزارة التجارة والتموين السودانية، اليوم، قرارًا رسميًا بوقف استيراد كافة المنتجات الكينية، وذلك استنادًا إلى قرار مجلس الوزراء رقم 128 لسنة 2024. وشمل القرار حظر دخول المنتجات الكينية عبر جميع المنافذ، بما في ذلك الموانئ والمعابر والمطارات.

وأوضحت الوزارة أن هذه الخطوة جاءت ردًا على استضافة كينيا لعناصر مليشيا الدعم السريع ورعايتها لأنشطتهم واجتماعاتهم، وهو ما اعتبرته الحكومة السودانية تهديدًا مباشرًا لمصالح البلاد وأمنها القومي. وأكد وزير التجارة، عمر أحمد محمد علي، أن القرار يهدف إلى حماية الاقتصاد السوداني من أي تعاملات قد تسهم في تقويض استقرار البلاد.

الدعم السريع: ملتزمون بتعزيز التعاون التجاري مع كينيا

في المقابل، سارع مستشار الدعم السريع، الباشا طبيق، إلى التأكيد على التزامهم بتعزيز التعاون الاقتصادي مع كينيا، مشيرًا إلى أن "الدولة السودانية الجديدة" ستواصل تسهيل استيراد المنتجات الكينية، خاصة الشاي، إلى الأسواق السودانية، مقابل تصدير المنتجات السودانية إلى كينيا والأسواق العالمية وفقًا للمعايير التجارية الدولية.

وفي منشور له عبر منصة "أكس"، أشار طبيق إلى أن هذه الخطوات تأتي في إطار التحرر من الضغوط التي تمارسها جهات وصفها بـ "المستغلة"، متهمًا من وصفهم بـ "عصابة بورتسودان" بمحاولة فرض سيطرتهم على حركة الاستيراد والتصدير.

 

 وأضاف أن الدعم السريع يسيطر على 70% من الأراضي السودانية، حيث توجد أكبر قاعدة استهلاكية للمنتجات الكينية، مما يتيح لهم ضمان دخول السلع الكينية بسلاسة، بالإضافة إلى تصدير المنتجات السودانية إلى الأسواق الكينية.

توتر سياسي بأبعاد اقتصادية

يأتي هذا التصعيد الاقتصادي في ظل توتر سياسي متزايد بين الخرطوم ونيروبي، حيث تتهم الحكومة السودانية كينيا بدعم مليشيا الدعم السريع المتمردة، فيما تنفي الأخيرة هذه الاتهامات. وتبقى هذه القرارات الاقتصادية المتبادلة مؤشرًا على مدى تعقيد الأزمة بين البلدين، في ظل استمرار النزاع الداخلي في السودان وتداعياته الإقليمية.