مفاوضات غزة بين التصعيد والتهدئة.. اتفاق هش وصراعات خفية

تقارير وحوارات

مفاوضات غزة بين التصعيد
مفاوضات غزة بين التصعيد والتهدئة.. اتفاق هش وصراعات خفية

تشهد المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة قطرية ومصرية، محاولات حثيثة لتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وسط استمرار الخروقات الإسرائيلية وتعقيدات سياسية وأمنية متزايدة. ورغم تأكيد حماس والجهاد الإسلامي على ضرورة التنفيذ الفوري لبنود الاتفاق، فإن إسرائيل تحاول فرض شروط جديدة، ما يهدد بإعادة إشعال المواجهة. وفي الوقت ذاته، تبرز خلافات داخلية إسرائيلية بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأجهزة الأمن، مما يضيف بُعدًا جديدًا للأزمة.

حماس والجهاد.. تمسك بالاتفاق ورفض للمماطلة

في بيان مشترك، شددت حركتا حماس والجهاد الإسلامي على ضرورة الالتزام ببنود وقف إطلاق النار، بما في ذلك الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا، وفتح المعابر، والسماح بإدخال المساعدات إلى غزة. وأكد الطرفان استعدادهما لتنفيذ الصفقة المتفق عليها، خصوصًا ما يتعلق بتبادل الأسرى، محذرين من استمرار التعنت الإسرائيلي في عرقلة تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

الموقف الإسرائيلي.. مراوغة وشروط جديدة

فيما تسعى حماس إلى البدء الفوري بتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، تحاول إسرائيل تمديد المرحلة الأولى لكسب مزيد من الوقت، حيث اقترحت وقفًا لإطلاق النار لمدة 50 يومًا مقابل الإفراج عن بعض الرهائن. إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفى وجود أي اتفاق بهذا الشأن، ما يعكس الانقسام في الرؤية داخل الحكومة الإسرائيلية حول مستقبل المفاوضات.

الدور الأمريكي.. مبادرة جديدة أم محاولة لكسب الوقت؟

كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي عن تفاصيل مقترح أمريكي جديد لتمديد وقف إطلاق النار، قدمه ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط. يشمل العرض وقف إطلاق النار حتى بعد رمضان وعيد الفصح اليهودي، مع الإفراج عن عدد من الرهائن واستئناف المساعدات الإنسانية لغزة. ويهدف المقترح إلى توفير وقت إضافي للتفاوض على هدنة طويلة الأمد، لكن موقف حماس من العرض لم يُحسم بعد.

التوتر الإسرائيلي الداخلي.. صراع بين نتنياهو والشاباك

أثارت تصريحات الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، ناداف أرغمان، جدلًا واسعًا، حيث دعا إلى إنهاء الحرب فورًا واستعادة جميع الأسرى، مؤكدًا أن استمرار القتال يخدم المصالح السياسية لنتنياهو وليس أمن إسرائيل. ورد الأخير باتهام أرغمان بمحاولة "ابتزازه" سياسيًا، مما يعكس تصاعد الخلافات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول إدارة الحرب والمفاوضات.

وسط تعقيدات المشهد السياسي والعسكري، لا تزال فرص نجاح المفاوضات محفوفة بالمخاطر، خاصة مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية والتباين في المواقف بين الأطراف المعنية. وبينما تسعى المقاومة الفلسطينية للالتزام بالاتفاقات المبرمة، تبقى المراوغات الإسرائيلية والضغوط السياسية عائقًا رئيسيًا أمام التوصل إلى حل دائم يضمن إنهاء الحرب وإعادة الاستقرار إلى غزة.