إضعاف موقف ترامب التفاوضي
الوثائق الروسية تكشف خطط بوتين لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا

كشفت وثيقة روسية حصلت عليها وكالة استخبارات غربية عن نية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستمرار في القتال في أوكرانيا، مما يهدف إلى إضعاف موقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التفاوضي في أي اتفاق سلام محتمل. يتزامن هذا مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وبقية العالم، وسط تحركات روسية لتعزيز موقفها العسكري والسياسي على الساحة الدولية.
الجهود الأمريكية في الوساطة ورفض موسكو وقف إطلاق النار
تعمل الولايات المتحدة كوسيط رئيسي بين أوكرانيا وروسيا، حيث كشف ترامب عن إرسال مبعوثين أمريكيين إلى موسكو لتقديم خطة لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، رفضت روسيا اقتراح الهدنة لمدة 30 يومًا، واستمرت في التصعيد العسكري، مع تنفيذ قصف جوي مكثف في الأيام الأخيرة.
بوتين في زيارة ميدانية وظهوره بالزي العسكري
قام بوتين بزيارة إلى منطقة كورسك الروسية، والتي شهدت اشتباكات مع القوات الأوكرانية، في خطوة تعكس استمرار روسيا في العمليات العسكرية. كان ظهوره النادر بالزي العسكري رسالة واضحة عن عزمه على متابعة الحرب، وهو ما دفع بولندا لطلب نشر أسلحة نووية أمريكية على أراضيها لمواجهة التهديد الروسي.
تسريبات وثائقية تكشف الاستراتيجية الروسية
تشير وثائق مسربة من مركز أبحاث مرتبط بالكرملين إلى أن موسكو تعمل منذ فبراير على تقويض جهود السلام، من خلال تأجيج التوترات بين الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي. كما سلطت الوثيقة الضوء على مساعي روسيا لإضعاف الحكومة الأوكرانية بالكامل ومنع نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا، بحجة أنها ستكون تحت تأثير غربي.
موقف روسيا من دعم أوكرانيا عسكريًا
أكدت الوثيقة أن موسكو تعتبر استمرار تسليح أوكرانيا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها "غير مقبول تمامًا"، كما تسعى لإنشاء مناطق عازلة داخل أوكرانيا لمنع أي تهديد مستقبلي للأراضي الروسية. في الوقت نفسه، تطالب روسيا بمنع أوكرانيا من الاحتفاظ بجيش قوامه مليون جندي.
معارضة روسية لخطة ترامب للسلام
ترفض موسكو خطة ترامب لإنهاء الحرب خلال 100 يوم، معتبرة أنها "غير قابلة للتحقيق"، وتشير إلى أن أي اتفاق سلام حقيقي لن يكون ممكنًا قبل عام 2026. كما يقترح الكرملين تعزيز نفوذ الشركات الأمريكية داخل روسيا والمناطق التي تحتلها روسيا في أوكرانيا، كجزء من استراتيجيته لإعادة تشكيل العلاقات مع الغرب.
التصعيد الروسي ضد القوات الأوكرانية
في تصعيد خطير، أعلنت روسيا أسر مئات الجنود الأوكرانيين في منطقة كورسك، حيث وصف بوتين الأسرى بأنهم "إرهابيون"، وهو ما يعكس نهجًا متشددًا تجاه أي محاولة أوكرانية لاستعادة الأراضي المحتلة. في المقابل، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف القوى الغربية بمحاولة "حماية النظام النازي" في كييف من خلال إرسال قوات حفظ السلام.
التحركات الأوروبية والأمريكية للضغط على روسيا
بينما تستمر موسكو في عملياتها العسكرية، تتحرك الدول الأوروبية والولايات المتحدة نحو فرض مزيد من الضغوط على الكرملين. أكد وزير الدفاع البريطاني ضرورة أن يقبل بوتين وقف إطلاق النار والبدء في مفاوضات السلام. كما تعهدت بريطانيا بزيادة دعمها المالي والعسكري لأوكرانيا، في وقت تستعد فرنسا وبريطانيا لاستضافة اجتماعات عسكرية لمناقشة الأزمة.
احتمالات السلام ومستقبل الأزمة الأوكرانية
مع استمرار التوترات العسكرية والدبلوماسية، يبدو أن روسيا تسعى لكسب مزيد من الوقت وتعزيز سيطرتها على الأراضي الأوكرانية قبل أي مفاوضات جدية. ومع ذلك، فإن الضغط المتزايد من الولايات المتحدة وحلفائها قد يدفع موسكو في نهاية المطاف إلى مراجعة موقفها، خاصة إذا ما واجهت تحديات اقتصادية أو عسكرية تعيق استمرار عملياتها الحربية.
تكشف الوثائق الروسية المسربة عن استراتيجية موسكو لإطالة أمد الصراع في أوكرانيا، بهدف تحسين موقفها التفاوضي وإضعاف جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة. وبينما يستمر التصعيد العسكري، تبقى مسألة الوصول إلى تسوية سلمية مرهونة بتغيرات ميدانية وسياسية قد تفرض واقعًا جديدًا في الأشهر القادمة.