نقاد: اهل الخطايا مختلف.. ورؤوف عبد العزيز قادر على اصطياد النجاح أو صاحب فلسفة في محاكاة الواقع

الفجر الفني

بوابة الفجر

تزامنا مع المنافسة الدرامية الشرسة في الموسم الرمضاني، استطاع مسلسل أهل الخطايا، أن يلفت أنظار النقاد الفنيين إليه وكأنه ومضة برقت من وسط هذه المسلسلات التي تجاوز عددها الـ 30 مسلسل.

 

 

ورأت الناقدة الفنية ناهد صلاح، أن مسلسل "أهل الخطايا" مشحون بالتشويق والألغاز، ومخرجه رؤوف عبد العزيز غير جلد أبطاله، فقالت: "إن جميع عناصر العمل ساهمت بشكل في خلق شعبية كبيرة لدى المسلسل في الشارع المصري،  وذلك في ظل وجود حالة من التفاهم والكيميا التي جمعت رؤوف وجمال سليمان، والذي يعد أحد أهم عوامل نجاح المسلسل بعد تعاونهما سابقًا في مسلسل "الطاووس".

 

 

وأوضحت ناهد أن جمال سليمان، يقدم أداء راسخ ومميز، راجع لكونه نجم كبير، هذا إلى جانب وجود مخرج مخضرم يعرف جيدا كيف يدير الممثل، بل ويكتشف مناطق تمثيلية جديدة، وهذا ما حدث مع الفنان محمد ثروت تحديدًا، والذي ظهر بعدسة رؤوف بشكل مختلف تماما عن كل أعماله السابقة، وذكاء من ثروت في ترك العنان للمخرج، وعدم حصر نفسه في منطقة معينة كغيرة.

 

 

وأشارت ناهد أن مؤلفي العمل نجحوا في تقديم دراما واقعية مغلقة بالتشويق والغموض، وذكاء المخرج هنا في تقديم هذا النوع من الدراما بشكل يستطيع من خلالها استدراج المشاهد لمتابعة الحدوته، وجعل المشاهد دائما أمام سؤال مهم، ماذا سوف يحدث في الحلقات المقبلة، وهذا ما نجح المخرج في تقديمه، من خلال استخدام الموسيقى المؤثرة التي تعد من العوامل المهمة لنجاح العمل، وكذلك كادرات وزوايا التصوير التي تضيف طابع التشويق وتزيد من عنصر الاثارة لدى الجمهور.

 

 

وأفادت ناهد، أن العمل متعود علية بشكل واضح، من قبل كل عناصر العمل، خصوصا المخرج الذي قدم لنا عمل درامي واقعي مشحون بالتشويق والالغاز الدسمة التي تجعل المشاهد مشدود للأحداث المسلسل طلية الحلقات في ظل اعتماده الأساسي على عنصر الصدمة والإيقاع السريع وخدمة في هذا الأمر السيناريو المميز.

 

 

وأوضحت ناهد صلاح، أنها تطمئن بشكل كبير لأعمال المخرج رؤوف عبد العزيز، خاصة في ظل نجاح أغلب أعماله السابقة، فهو حريص دائما على التواجد الرمضاني بأعمال جماهيرية تحتوى على المزاج الشعبي، ودائما في حالة التجديد والتصوير، ويستطيع جعلها تتماها مع السيناريو أو النص، فضلا عن قدرة على التنويع من من رحم الواقع.

 

 

وأشارت إلى أن أكثر ما لفت نظرها للعمل هو تعليقات الجمهور ومدى متابعته الكبيرة وتفاعله مع حلقاته، وهذا ما ظهر جليا عقب عرض كل حلقة مع حلقات المسلسلات.

 

أحمد سعد الدين 
 


فيما أشاد الناقد الفني أحمد سعد الدين، بمسلسل "أهل الخطايا"، قائلا:" إن العمل بشكل عام فكرة جيدة، تتوافر فيها عناصر التشويق والجذب والأثارة، خاصة أن فكرة الجن والشياطين وربطها بالواقع هي قماشة مطاطة، تثير فضول الناس لمعرفة أحداثها، خصوصا مع وجود مخرج كرؤوف عبد العزيز، يعي أدواته جيدا، ويعرف جيد يقدم عمل يثير يجذب الجمهور".

وأوضح سعد الدين، في تصريحات صحفية أن المسلسل موجود فعلا بالواقع، وفكرة تعبر خيالية ولكنها مترجمة للواقع بشكل جيد، وصاغها رؤوف عبد العزيز بشكل يثير فضول الناس، لمتابعة المسلسل بشغف كبير، وجعل دائما المشاهد في أمام سؤال مهم في كل حلقة، وماذا بعد؟.

وتحدث أحمد سعد الدين، عن رؤوف عبد العزيز، قائلا:" أنه يتابعة جيدا من أيام من كان مدير تصوير ثم تحول إلي مخرجه فهو دائما متطور ومتجدد ويبحث دائما عن التميز، والاختلاف فيما يقدمه للمشاهد، خصوصا حرصا دائما على أن يكون مدير تصوير أثناء الإخراج، جعله يتعامل دائما مع المشهد بنعومة شديدة جدا حتى لو المشهد يثير الرعب أو كان مشهد انساني صعب، كما حدث مثلا في مشهد الاغتصاب في مسلسل "الطاووس"، أو مشهد ذبح الطفل في الحلقة الاولى من "أهل الخطايا"، فهو لدية حرفية رائعة في استخدام الإضاءات وتوظيفها بشكل يخدم البناء الدرامي ويعبر عن كل المشاعر والاحاسيس دون اي كلام من خلال حرفية في استخدام الإضاءة فقط".

وتابع:" رؤوف  لدرية رؤية في اختيار الورق وتسكين الشخصيات عليه، فدائما ما نشاهد نجوم يقدمون أدوار جديدة عليهم، ونراهم بشكل مختلف بعدسة رؤوف عبد العزيز، كما حدث مع محمد ثروت في "أهل الخطايا"، ويرجع ذلك لكونه لدية قدرة في فن توجيه الممثل، واكتشاف مناطق تمثيلية جديدة فيه".

وأشار أن رؤوف يعد مخرج موهوب فهو الوحيد في الدراما المصرية في الوقت الحالي، الذي يجمع بين الرؤية الاخراجية والتصوير في وقت واحد، فهو مدير تصوير ومخرج شاطر، وهذا ما جعله مخرج متفرد عن غيرة، هذا إلى جانب إنه من نوعية المخرجين البطل لديهم هو السيناريو وليس اسم البطل الذي يعمل معه، وهذا ما اتضح جليا خلال السنوات الماضية.

عماد يسري

وكان للناقد الفني عماد يسري، رؤية خاصة في مخرج مسلسل أهل الخطايا «رؤوف عبد العزيز» فأكد على أن نجاح المسلسل مرتبط به، لأنه أصبح الحصان الرابح في رمضان.

وقال عماد يسري: "أهل الخطايا هو مرحلة جديدة من مراحل نجاح رؤوف عبد العزيز كمخرج ورؤية فنية كاملة للعمل، فهو دائما مهتم بالدراما الاجتماعية النفسية، والغوص في نفس البشر".

وأضاف:" رؤوف يقدم في العمل ماذا لو استسلم الإنسان لغواية الشيطان، ماذا سوف يحدث في حياته؟ والمسلسل يطرح هذا التساؤل ماذا لو قدمنا أنفسنا لغواية الشيطان، وكان هو المحرك لتصرفات الإنسان، سؤال مهم في حياتنا كلنا، فالمسلسل يطرح تساؤلات كثيرة من طرح فلسفي عميق من رؤية عميقة".

وتابع:" يحسب لرؤوف عبد العزيز بأنه دائما قناص للقضايا الاجتماعية المختلفة الهامة، فهو قناص للتميز في طرح، ورصد رؤية جديدة للقضايا المجتمع المختلفة،  المرة دي يقدم لنا رؤوف ماذا لو استسلمت أسرة بأكملها لغواية الشيطان؟ ماذا سيحدث؟.. سؤال مهم يطرحه المخرج في هذا العمل، فهو اصبح دائما الحصان الرابح، كمخرج ومدير تصوير في موسم رمضان دائما، لأسباب كثيرة منها اختيا  الجيد للنص وفريق العمل المعاون، بالإضافة إلى التوظيف المختلف للفنانين المشاركين في العمل.

مسلسل "أهل الخطايا" يعكس هذا العمل الفلسفة التي يتبناها رؤوف في أعماله الفنية، التي تهدف إلى تقديم دراما حقيقية، تنبض بالحياة وتقترب من الواقع، مما يعزز من ارتباط المشاهد بالقصص التي يتم سردها، وفي هذا السياق، يواصل رؤوف تقديم دراما ليست فقط للتسلية، بل للتوعية والتأثير في المجتمع.