تراجع غير مسبوق للجليد القطبي في فبراير 2025 وتحذيرات من كارثة مناخية

شهد كوكب الأرض في شهر فبراير 2025 تراجعًا تاريخيًا في حجم الجليد البحري بالقطبين الشمالي والجنوبي، ليصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق، وفقًا لتقارير علمية حديثة.
وعلى الرغم من توقعات العلماء بانخفاض درجات الحرارة بعد انتهاء ظاهرة «النينيو»، إلا أن درجات الحرارة استمرت بالارتفاع، مما يعكس استمرار ظاهرة الاحترار الكوني بمعدلات غير مسبوقة.
ارتفاع حرارة الأرض يهدد مستقبل الكوكب
أكد تقرير تلفزيوني لقناة «القاهرة الإخبارية» أن شهر فبراير 2025 سجل درجات حرارة دافئة بزيادة تجاوزت 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ويعتبر هذا المستوى الحراري تجاوزًا خطيرًا للحدود التي حددها اتفاق باريس للمناخ، مما يزيد من المخاوف بشأن تغيرات مناخية لا رجعة فيها.
وأشار التقرير إلى أن ارتفاع الحرارة لا يقتصر على اليابسة فقط، بل إن المحيطات التي تخزن أكثر من 90% من الحرارة الزائدة، تسجل درجات حرارة غير طبيعية، مما قد يؤدي إلى اختلالات بيئية مفاجئة تؤثر على المناخ العالمي.
الجليد القطبي في خطر.. تأثيرات كارثية على النظام البيئي
يذوب الجليد القطبي بشكل طبيعي خلال الصيف ويتجدد في الشتاء، إلا أن القطب الشمالي شهد انخفاضًا حادًا في حجم الجليد هذا الشتاء، مما يهدد استقرار النظام البيئي.
ويعد ذوبان الجليد القطبي من أخطر نتائج الاحتباس الحراري، إذ يؤدي إلى:
- ارتفاع مستويات سطح البحر، مما يعرض المدن الساحلية للغرق.
- اختلال النظم البيئية القطبية، مهددًا حياة الحيوانات مثل الدببة القطبية والفقمات.
- تغير أنماط التيارات البحرية، مما قد يسبب اضطرابات مناخية حادة.
2024.. العام الأكثر سخونة على الإطلاق
أوضح التقرير أن عام 2024 كان الأكثر سخونة في تاريخ البشرية، ويبدو أن 2025 يسير على النهج نفسه، مع ارتفاع متواصل في درجات الحرارة وتراجع الجليد القطبي.
ووفقًا للعلماء، فإن استمرار هذه الظاهرة قد يؤدي إلى تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية التي حددها اتفاق باريس بشكل دائم، مما يفتح الباب أمام كوارث بيئية غير قابلة للإصلاح.
ضرورة التحرك الفوري لمواجهة الأزمة المناخية
لم يعد التغير المناخي مجرد تحذيرات علمية، بل أصبح واقعًا ملموسًا يهدد مستقبل الكوكب. ويتطلب التصدي لهذه الأزمة تحركًا عالميًا عاجلًا من خلال:
- الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، خاصة ثاني أكسيد الكربون والميثان.
- تعزيز استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح.
- حماية الغابات التي تمتص الكربون، وخاصة غابات الأمازون.
- توعية المجتمعات بخطورة التغير المناخي واتخاذ إجراءات مستدامة يومية.
إن ظاهرة الاحتباس الحراري لم تعد مجرد مشكلة مستقبلية، بل أصبحت حقيقة تهدد الحياة على الأرض، مما يستوجب اتخاذ خطوات حاسمة قبل فوات الأوان.