د.حماد عبدالله يكتب: التعليم وسيلة نجاة أو غرق !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


 

نعم التعليم هو الوسيلة الوحيدة أمامنا للخروج من هذا النفق المظلم الذي تعيشه البلاد، والتعليم ليس فقط هو المدرسة والناظر والمدرس والطالب، ولكن التعليم هي إدارة أمة بكاملها، قيادة سياسية وموازنات عامة للدولة، ومناخ مشجع في المنزل والمدرسة والأعلام، والثقافة المجتمعية مناخ يقود للتقدم.

والتعليم هو أيضًا قضية تاريخية بالنسبة للمصريين، فنحن كنا نقود ونحمل مشاعل التطور في التعليم في المنطقة العربية، لدينا أسس وقواعد، ولكن كل ذلك ضاع أمام إدارات سيئة للغاية قادها حظها "وحظنا الهباب" لتولي مسئولية إدارة حقائب التعليم في مصر، إن التعليم أصبح هو الوسيلة إما للنجاة وإما للغرق، كما يحدث اليوم.
فالتعليم في مصر اليوم بهذا الموروث يشكل خطر  جسيم علي مستقبل الوطن، لدينا أسواق موازية في التعليم، هذا مجاني، وهذا تجريبي، وهذا حكومي وهذا أجنبي ( والأجنبي ) أيضًا منه ماهو إنجليزي ومنه ماهو إمريكي ومنه فرنساوي من 
كل الألوان والثقافات، أصبح لدينا أولاد وبنات بلا هوية ثقافية مصرية أصبح لدينا أيضًا تعليم ديني فقدنا السيطرة عليه أو أصبح من الخطورة أن نترك التعليم كأحد وسائل تدمير الأمة، وتدمير الوطن، وكذلك أصبحنا نبكى علي 
أشخاص تولوا المسئولية أصبحوا مثل الشماعه التي علقنا عليها خيبة المجتمع، وكأننا في قبيلة يحكمها شيخ هو ( الوزير المحظوظ ) والجميع مثل أهل القبيلة  وغنمها وإبلها!!
لا رأي ولا إعتراض ولا حق نطالب به، والنظام الديمقراطي الذي حدد لنا إسلوب التعامل عن طريق لجان ومجالس نيابية،(مجلسي النواب والشوري ) كل هذه القنوات أصبحت مساعدة علي تدمير العملية التعلمية، حيث هم أيضًا إفتقدوا لوسائل الحوار والإتصال المحترم فيما بينهم -نسمع عن ألفاظ خارجة عن القانون واللياقة يتحاورون بها، ولا يتفقون علي ما يهم الشعب وأمله ومستقبله.

نحن أمام مصيبة عظمي، مصيبة أمة، في التعليم وكذلك في الوسائل المنوط بنا إستخدامها لتعديل أو تغيير المسار ولكن الأمل الباقي في هذا الوطن قبل أن نتجه إلي الله بالدعاء علي هؤلاء وهؤلاء بأن ينتقم منهم ربنا.

وهؤلاء هم القائمون علي شئون التعليم وهؤلاء هم الممثلون لنا فى المجالس النيابية والرقابية علي مسيرة التعليم في مصر، قبل الدعاء نحتاج لصحوة مجتمعية تأخذ بناصية المشكلة لإعادة العملية التعليمية إلى أصلها وإلى نصابها ونحن لسنا بصدد إختراع العجلة!!  

    أ.د/حماد عبد الله حماد