مصر تحيي يوم الشهيد.. ماذا تعرف عن الصحفي الحسيني أبو ضيف؟

يحتفل الشعب المصري اليوم بـيوم الشهيد، وهو يومٌ تخليدًا لتضحيات أبطال مصر الذين بذلوا أرواحهم دفاعًا عن الوطن.
وفي هذه المناسبة، تسلط بوابة الفجر الإلكترونية الضوء على أحد شهداء الصحافة المصرية، وهو الحسيني أبو ضيف، الذي استشهد قبل 11 عامًا خلال الاشتباكات التي وقعت أمام قصر الاتحادية بين مؤيدي ومعارضي المعزول محمد مرسي، بسبب الإعلان الدستوري الصادر في نوفمبر 2012، والذي منح قراراته حصانة أثارت موجة من الغضب الشعبي،وقد وثق مسلسل الاختيار 3 استشهاده في الحلقة السابعة.
من هو الحسيني أبو ضيف؟
وُلد الحسيني أبو ضيف في مركز طما بمحافظة سوهاج، وجاء إلى القاهرة لتحقيق حلمه في أن يكون صحفيًا مدافعًا عن حقوق الفقراء، كان يؤمن بقيم الحرية والعدالة، حتى إنه كتب على صفحته الشخصية على فيسبوك قبل نزوله إلى المظاهرات:
"هذه آخر تويتة قبل نزولي للدفاع عن الثورة بالتحرير، وإذا استشهدت لن أطلب منكم سوى إكمال الثورة".
كأنه كان يشعر بأن رصاصة الغدر تنتظره.
تاريخ من الكفاح
كان أبو ضيف عضوًا بارزًا في حركة كفاية وساهم في إحياء حركة شباب من أجل التغيير.
دافع عن المظلومين من خلال عمله الصحفي، حيث شغل منصب محرر بجريدة الفجر بعد تخرجه في كلية الحقوق بجامعة أسيوط.
استشهاده
في 5 ديسمبر 2012، خرج آلاف المصريين للتظاهر أمام قصر الاتحادية ضد سياسات جماعة الإخوان والرئيس الأسبق محمد مرسي، بعد إصداره الإعلان الدستوري الذي منح سلطاته حصانة مطلقة، مما أثار قلقًا واسعًا بشأن استبداد الجماعة بالحكم.
دفعت جماعة الإخوان بميليشياتها لمواجهة المتظاهرين، مستخدمة الأسلحة النارية والبيضاء، مما أدى إلى اشتباكات دامية عُرفت فيما بعد بـ**"مذبحة الاتحادية"**. خلال هذه الأحداث، استشهد الحسيني أبو ضيف بعد إصابته برصاصة في الرأس، بينما كان يؤدي واجبه الصحفي في توثيق الاعتداءات.
معاناة في المستشفى ورحيل بطولي
بعد إصابته، نُقل أبو ضيف إلى مستشفى منشية البكري، لكنه قوبل بالرفض، وكذلك في مستشفى عين شمس التخصصي، حتى استقر به الحال في مستشفى الزهراء الجامعي. هناك، بدأت ملحمة طبية لمحاولة إنقاذه، حيث وُضع على أجهزة التنفس الصناعي لأسبوع كامل، لكنه ظل في غيبوبة تامة حتى أسلم روحه إلى بارئه يوم 12 ديسمبر 2012.
شُيعت جنازته في موكب مهيب من نقابة الصحفيين إلى مسقط رأسه في طما بسوهاج، ليبقى اسمه رمزًا للنضال والتضحية.
رصاصة في رأس الحقيقة
لم يكن أبو ضيف مجرد متظاهر في تلك الأحداث، بل كان صحفيًا يوثق الحقيقة بعدسته، لم يحمل سلاحًا، لكنه كان يحمل كاميرته، التي اعتبرها قاتلوه أخطر من الرصاص.
استشهاد الحسيني.. فتيل الثورة ضد الإخوان
كان مقتل الحسيني أبو ضيف أحد العوامل التي أشعلت الغضب الشعبي ضد نظام الإخوان. وسرعان ما أصبح اسمه عنوانًا لثورة شعبية أطاحت بـمحمد مرسي في 30 يونيو 2013.
وكان أول بلاغ رسمي قُدم ضد مرسي وقيادات الإخوان عقب الأحداث هو البلاغ الذي قدمه الصحفيون في 6 ديسمبر 2012، متهمينهم بالتورط في اغتيال الحسيني أبو ضيف.
رحل الحسيني، لكن قلمه وكاميرته ظلا شاهدين على جرائم الاستبداد، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الصحافة المصرية كرمزٍ للشجاعة والتضحية.