الدعاء في رمضان وفضله العظيم.. الإفتاء توضح الفرق بين طلب الدنيا والآخرة

يحرص المسلمون في شهر رمضان المبارك على الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، راجين منه الخير في الدنيا والآخرة. ويعتبر الدعاء من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه، خاصة في هذا الشهر الفضيل، حيث وعد الله عباده الصائمين باستجابة دعائهم.
وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن القرآن الكريم قسّم الناس عند الدعاء إلى قسمين، وذلك استنادًا إلى الآيات الكريمة في سورة البقرة، حيث يختلف حال الناس في دعائهم بين من يطلب الدنيا فقط ومن يجمع بين طلب الدنيا والآخرة.
أقسام الناس في الدعاء وفقًا للقرآن الكريم
🔹 القسم الأول: طلب الدنيا فقط
ذكرت دار الإفتاء المصرية أن هناك نوعًا من الناس الذين ينحصر دعاؤهم في طلب متاع الدنيا، دون الالتفات إلى الآخرة، وقد وصفهم الله تعالى في قوله:
﴿فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ [البقرة: 200]
🔸 هؤلاء يدعون الله فقط من أجل تحقيق مصالح دنيوية، مثل المال والصحة والنجاح، دون الاهتمام بثواب الآخرة، ولذلك لا يكون لهم أي نصيب من الخير في الدار الآخرة، لأنهم لم يسعوا له بالدعاء والعمل الصالح.
🔹 القسم الثاني: طلب حسنة الدنيا والآخرة
أما النوع الثاني من الناس، فهم الذين يجمعون في دعائهم بين طلب الخير في الدنيا والآخرة، وقد ورد ذكرهم في قوله تعالى:
﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201]
🔸 هؤلاء يدركون أن السعادة الحقيقية لا تقتصر على نعيم الدنيا فقط، بل تمتد إلى الفوز برضا الله في الآخرة. لذلك، فهم يسألون الله:
✅ العافية في الأبدان والرزق الحلال والسكينة النفسية في الدنيا.
✅ القبول عند الله، وحسن الخاتمة، والنجاة من العذاب في الآخرة.
وقد وعدهم الله بجزاء عظيم في قوله:
﴿أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [البقرة: 202]
🔸 أي أن الله سيمنحهم من الخير بقدر ما اجتهدوا في الدعاء والعمل الصالح، فهو سبحانه لا يغفل عن أعمال عباده.
لماذا لم يذكر القرآن قسمًا ثالثًا لمن يطلبون الآخرة فقط؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن القرآن لم يذكر قسمًا ثالثًا لمن يدعون فقط للآخرة دون الدنيا، لأن الإسلام يدعو إلى التوازن بين الدنيا والآخرة، كما جاء في قوله تعالى:
﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص: 77]
🔹 الإسلام يحث الإنسان على السعي في الدنيا والعمل للآخرة في الوقت نفسه، دون إفراط أو تفريط، لأن الدنيا مزرعة الآخرة، ومن حسن إسلام المرء أن يجمع بين السعي في الدنيا وطلب الآخرة بالدعاء.
أهمية الدعاء في رمضان وأفضل الأدعية المستحبة
يُعد شهر رمضان من أعظم الشهور التي يستجاب فيها الدعاء، وقد حثَّ النبي ﷺ المسلمين على الإكثار من الدعاء فيه، وخاصة عند الإفطار، وفي وقت السحر، وبين الأذان والإقامة، وفي العشر الأواخر من الشهر المبارك.
ومن أعظم الأدعية التي كان النبي ﷺ يرددها:
📖 عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»"
📌 [رواه البخاري]
أوقات استجابة الدعاء في رمضان
🔹 عند الإفطار: حيث يكون الدعاء مستجابًا بإذن الله.
🔹 في وقت السحر: وهو وقت نزول الله إلى السماء الدنيا.
🔹 أثناء السجود: لقول النبي ﷺ: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء".
🔹 بين الأذان والإقامة: حيث ورد أن الدعاء في هذا الوقت لا يُرد.
🔹 في ليلة القدر: وهي من أعظم الليالي، حيث تتنزل فيها الملائكة بالرحمة والمغفرة.
كيف يكون الدعاء مستجابًا؟
- الإخلاص في الدعاء والتوجه إلى الله بقلب خاشع.
- اليقين في الإجابة وعدم الاستعجال.
- البدء بحمد الله والثناء عليه، والصلاة على النبي ﷺ.
- تجنب الدعاء بإثم أو قطيعة رحم.