مع اقتراب العشر الأواخر من رمضان 2025..تعرف كيفية صلاة التهجد وعدد الركعات والأدعية المستحبة

اقتربت العشر الأواخر من شهر رمضان 2025، وهي أيام تحمل في طياتها الرحمة والمغفرة والعتق من النار، حيث يجتهد المسلمون في العبادات والطاعات، ويكثرون من الذكر وقراءة القرآن والدعاء، طمعًا في الأجر العظيم، وخاصة في ليلة القدر التي تعد خيرًا من ألف شهر.
ومن أبرز العبادات التي يحرص عليها المسلمون في هذه الأيام المباركة صلاة التهجد، التي تُعد من أعظم القربات إلى الله، لما فيها من الخشوع والتضرع والاستجابة للدعوات.
تستعرض بوابة الفجر الإلكترونية كل ما تحتاج معرفته عن صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان، بما في ذلك طريقة أدائها، عدد ركعاتها، السور المستحبة فيها، فضلها، وأهم الفروقات بينها وبين قيام الليل.

ما معنى التهجد؟
جاءت كلمة "التهجد" من الهجود، أي ترك النوم، وهو ما يعني الصلاة في الليل بعد النوم، لذا تُعرف صلاة التهجد بأنها قيام الليل بعد الاستيقاظ من النوم. أما الصلاة التي تُؤدى من بعد العشاء حتى الفجر دون نوم مسبق، فهي تُسمى "قيام الليل".
طريقة صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان
تصلى صلاة التهجد ركعتين ركعتين، على أن يوتر المصلي بركعة واحدة في النهاية، استنادًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:«صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردت أن تنصرِف فاركع ركعة توتر لك ما صليت» (رواه البخاري ومسلم).
ماذا يُقرأ في صلاة التهجد؟
اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، يُستحب قراءة بعض السور بعد الفاتحة في صلاة التهجد كما يلي:
- في الركعة الأولى: سورة الكافرون.
- في الركعة الثانية: سورة الإخلاص.

عدد ركعات صلاة التهجد
اتفق الفقهاء على أن أقل عدد لركعات التهجد هو ركعتان، فيما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها إما 11 ركعة أو 13 ركعة، وفقًا لما جاء في الأحاديث النبوية، فقد قال عليه الصلاة والسلام:
«إذا قام أحدُكم من الليلِ، فلْيَفْتَتِحْ صلاتَه بركعتَينِ خفيفتين» (رواه مسلم).
فضل صلاة التهجد
تعد صلاة التهجد من أعظم العبادات التي تُقرب العبد من ربه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«عليكم بصلاة الليل، فإنها دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم» (رواه الترمذي).
كما جاء في حديث آخر أن قيام الليل سبب في محو الذنوب ورفع الدرجات، فعن الطبراني مرفوعًا:
«لا بد من صلاة بليل ولو حلب شاة، وما كان بعد صلاة العشاء فهو من الليل».

كيفية أداء التهجد للمرأة في المنزل
لا تختلف صلاة التهجد للمرأة في المنزل عن صلاتها في المسجد أو عن صلاة الرجل، إذ تُصلى ركعتين ركعتين كما هو معتاد، ويجوز للمرأة أن تؤديها بعد العشاء مباشرة أو في الثلث الأخير من الليل.
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
كثيرون يتساءلون عن الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل، والفرق بينهما كما أوضحه العلماء هو:
- قيام الليل: يشمل أي عبادة تُؤدى في الليل، سواء كانت صلاة، ذكرًا، دعاءً، أو تلاوة للقرآن، ولا يشترط فيه النوم قبله.
- التهجد: نوع من قيام الليل، ولكن يشترط فيه النوم ثم الاستيقاظ للصلاة فقط دون القيام بأي عبادة أخرى.
وقد ورد عن الصحابي الجليل الحجاج بن غزية رضي الله عنه قوله:
"يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد، إنما التهجد المرء يصلي الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم له".
أفضل وقت لصلاة التهجد
أجمع العلماء على أن أفضل وقت لصلاة التهجد هو الثلث الأخير من الليل، وذلك استنادًا لحديث النبي "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له." (رواه البخاري ومسلم).
ويمكن معرفة وقت الثلث الأخير من الليل من خلال تقسيم الوقت من المغرب وحتى الفجر إلى ثلاثة أجزاء، فالجزء الأخير منها هو وقت النزول الإلهي واستجابة الدعاء.
صلاة التهجد في رمضان 2025 فرصة عظيمة للتقرب إلى الله، وخاصة في العشر الأواخر، حيث تُرجى ليلة القدر التي تُضاعف فيها الحسنات وتُرفع فيها الدرجات، لذا لا تفوّت هذا الفضل العظيم، وكن ممن ينالون المغفرة والرحمة في هذا الشهر المبارك.