صلاة التهجد في رمضان 2025.. مفتاح الرحمة والمغفرة في الليالي المباركة

مع اقتراب شهر رمضان 2025، تزداد القلوب شوقًا للعبادة والتقرب إلى الله، وتأتي صلاة التهجد كأحد أهم العبادات الروحانية التي تميز هذا الشهر الفضيل، خاصة في العشر الأواخر، فهي مفتاح الرحمة والمغفرة، وباب واسع لاستجابة الدعوات، حيث يتنزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، داعيًا عباده للاستغفار والدعاء.
يحرص المسلمون في رمضان 2025 على اغتنام هذه اللحظات المباركة، سواء في المساجد أو في البيوت، لما فيها من أجر عظيم وفضل كبير، فهي من أعظم صلاة القيام التي كان النبي ﷺ يداوم عليها. وفي هذه الليالي الروحانية، ترتفع الهمم وتخشع القلوب، فيبحث الجميع عن كيفية أداء صلاة التهجد، وأفضل الأدعية التي تُقال فيها، سعيًا لنيل العتق من النار والفوز برضوان الله.
ما هو التهجد؟.. مفهومه وفضله في رمضان 2025
يقال: هجد الرجل إذا نام بالليل، وهجد إذا صلى بالليل. وأما المتهجِّد فهو القائم إلى الصلاة من النوم (١)
قال الله عز وجل في صفة عباد الرحمن: { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} (الفرقان: 64).
وقال عز وجل في صفة المتقين: {كَانُوا قَلِيلا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (الذاريات: 17 – 18 ).
وقال تعالى في أصحاب الإيمان الكامل: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (السجدة: 16 – 17).
وقال سبحانه: { يَتْلُونَ آيَاتِ الله آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ } (آل عمران: 113).
وقال سبحانه وتعالى: { وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} (آل عمران: 17) ووصف الله عز وجل – أهل الإيمان الكامل الذين يقومون بالليل بالعلم، ورفع مكانتهم على غيرهم، فقال تعالى: { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } (الزمر: 9)، ولعظم شأن صلاة الليل قال الله لنبيه ﷺ: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا} (المزمل: 1 – 4).
وقال سبحانه للنبي ﷺ: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} (الإسراء: 79)، وقال عز وجل: { إِنَّا نُحن نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلا * فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلا طَوِيلا } (الإنسان: 23 – 26).
هل الصلاة في الليل تُعتبر تهجدًا أم قيامًا؟ الفرق بينهما وفضلهما
وقال سبحانه وتعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُود} (ق: 40). وقال عز وجل: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُوم} (الطور: 49)، وحث عليها النبي – ﷺ – بقوله: ” أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل” (رواه مسلم).
وقت صلاة التهجد
أفضل صلاة الليل ثلث الليل بعد نصفه، فتقسم الليل أنصافًا، ثم تقوم في الثلث الأول من النصف الثاني، ثم تنام آخر الليل.
قال عليه الصلاة والسلام: “أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا، ويفطر يومًا”. (متفق عليه)