اليوم العالمي للمرأة ٢٠٢٥.. تاريخ من النضال والإنجازات

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

يُعد اليوم العالمي للمرأة مناسبة عالمية تُحتفى بها النساء في مختلف أنحاء العالم في الثامن من مارس من كل عام، تكريمًا لإنجازاتهن الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. يأتي هذا اليوم كتذكير بدور المرأة في بناء المجتمعات، وتقديرًا لصمودها في وجه التحديات التاريخية التي واجهتها. كما يمثل فرصة لتعزيز الوعي بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وتسليط الضوء على الجهود المبذولة لتحقيق العدالة الاجتماعية.

بداية الاحتجاجات النسائية
بدأت شرارة النضال النسوي في عام 1856، عندما خرجت آلاف النساء العاملات في نيويورك للتظاهر ضد ظروف العمل القاسية التي فرضت عليهن. وعلى الرغم من قمع الشرطة لهذه المسيرات، فإنها نجحت في لفت انتباه السلطات إلى معاناة المرأة العاملة، ما أدى إلى إدراج قضاياهن في جداول الأعمال الرسمية.

خبز وورود.. شعار احتجاجي بارز
في 8 مارس 1908، تجددت الاحتجاجات النسائية في مدينة نيويورك، حيث خرجت آلاف العاملات، ورفعن شعار "خبز وورود"، في إشارة إلى مطالبهن بتحسين ظروف العمل وتخفيض ساعات الدوام، وإيقاف تشغيل الأطفال، ومنح النساء الحق في التصويت. حملت المتظاهرات قطعًا من الخبز اليابس وباقات من الورود، تعبيرًا عن مطالبهن في تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية.

الاعتراف العالمي باليوم الدولي للمرأة
بدأ الاحتفال باليوم العالمي للمرأة رسميًا لأول مرة في 28 فبراير 1909 بمدينة نيويورك، ثم اقترحت الناشطة الألمانية لويز زيتز أن يكون هذا اليوم مناسبة سنوية تُعنى بقضايا المرأة وحقوقها. وفي عام 1910، عقد مؤتمر دولي للنساء في كوبنهاغن، حيث تم الاتفاق على تخصيص يوم عالمي لتسليط الضوء على قضايا النساء المختلفة.

اعتماد الأمم المتحدة للاحتفال الرسمي
استمر الاحتفال بهذا اليوم بطرق غير رسمية حتى عام 1977، عندما تبنت منظمة الأمم المتحدة قرارًا يدعو الدول الأعضاء إلى تخصيص يوم محدد من السنة للاحتفال بالمرأة. وقع الاختيار في معظم دول العالم على يوم 8 مارس، ليصبح رمزًا لنضال المرأة في جميع أنحاء العالم. ومنذ ذلك الوقت، باتت النساء يخرجن في مظاهرات ومسيرات للمطالبة بحقوقهن وتعزيز دورهن في المجتمعات.

ختامًا، يعتبر اليوم العالمي للمرأة محطة تاريخية مهمة لتقييم التقدم الذي تحقق في مجال حقوق المرأة، وتذكير العالم بأهمية العمل المستمر لتحقيق المساواة بين الجنسين. ومع استمرار التحديات، يبقى هذا اليوم فرصة للاحتفال بإنجازات النساء في مختلف المجالات، وتأكيد الحاجة إلى تمكينهن وضمان حقوقهن في جميع أنحاء العالم.

.