أقسام الناس في الدعاء خلال رمضان.. كيف تضرع النبي إلى الله؟

يسعى المسلمون في شهر رمضان المبارك إلى التقرب من الله بالدعاء، سائلين خير الدنيا والآخرة، امتثالًا لقوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].
وتوضح دار الإفتاء المصرية أن الله سبحانه وتعالى بيّن في القرآن الكريم أن الناس في الدعاء ينقسمون إلى قسمين رئيسيين، وفقًا لأهدافهم ونواياهم.
القسم الأول: طلب الدنيا فقط
هذا النوع من الناس يعبر عن رغبته في متاع الدنيا فقط، كما ورد في قوله تعالى:
﴿فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ [البقرة: 200].
أي أنهم يركزون على طلب الرزق والصحة والرفاهية دون التفكير في ثواب الآخرة، ولهذا ليس لهم نصيب من الأجر الأخروي.
القسم الثاني: الجمع بين الدنيا والآخرة
أما القسم الثاني، فهم الذين يدعون الله بطلب الخير في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى:
﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار﴾ [البقرة: 201].
هؤلاء لديهم يقين قوي بالله ويطلبون نعيم الدنيا من صحة وأمن ورزق، بالإضافة إلى نعيم الآخرة بدخول الجنة والبعد عن عذاب النار.
لماذا لم يذكر القرآن القسم الثالث؟
لم يذكر الله سبحانه قسمًا ثالثًا لمن يطلب الآخرة فقط دون الدنيا، وذلك لأن شريعة الإسلام تدعو إلى التوازن بين الدنيا والآخرة، استنادًا إلى قوله تعالى:
﴿وَٱبْتَغِ فِيمَا ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلْءَاخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا﴾ [القصص: 77].
أفضل دعاء في رمضان 2025
اتفق العلماء على أن الدعاء الوارد في القرآن الكريم هو من أعظم الأدعية الجامعة، وهو ما كان النبي ﷺ يكثر من الدعاء به، كما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي ﷺ كان يقول:
«اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» [البقرة: 202].
وقد وعد الله الذين يجمعون في دعائهم بين خير الدنيا والآخرة بالجزاء العظيم، كما في قوله تعالى:
﴿أُو۟لَـٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌۭ مِّمَّا كَسَبُوا۟ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ﴾ [البقرة: 202].
أوقات استجابة الدعاء في رمضان
أكد العلماء أن هناك أوقاتًا مميزة لاستجابة الدعاء في رمضان، منها:
- وقت السحور، حيث قال النبي ﷺ: «إن الله ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول: هل من سائل فأعطيه؟» [متفق عليه].
- وقت الإفطار، حيث قال النبي ﷺ: «إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد» [رواه ابن ماجه].
- ليلة القدر، وهي من أعظم ليالي العام، حيث يكون الدعاء فيها مستجابًا بإذن الله.