تحقيق| سبورت رادار Sport Radar.. هل تقود الدوري المصري إلى الهاوية وسط تضارب المصالح؟

الفجر الرياضي

Sport Radar
Sport Radar

في عالم الرياضة الحديثة، أصبح تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا في تنظيم البطولات وحماية نزاهتها، لكن ماذا لو كان اللاعب الأساسي في مكافحة الفساد هو نفسه على صلة وثيقة بعالم المراهنات؟ هنا تظهر شركة "سبورت رادار" (Sport Radar)، الألمانية المتخصصة في تحليل البيانات الرياضية، والتي تتعاون مع كبرى الهيئات الرياضية العالمية، من الفيفا (FIFA) إلى اليويفا (UEFA) والدوري الأمريكي لكرة السلة (NBA)، ولكن في الوقت نفسه، تتعامل مع أكبر منصات المراهنات على مستوى العالم.  

Sport Radar شركة واحدة.. وجهان متناقضان؟

سبورت رادار ليست مجرد شركة تحليل بيانات، بل لديها دور مركزي في تنظيم الفعاليات الرياضية، ومساعدة الاتحادات على ضبط النزاهة وكشف التلاعب في المباريات. لكن المفارقة الصادمة تكمن في أن الشركة نفسها متعاقدة مع مواقع المراهنات، حيث تزوّدها بالبيانات وتساعدها في مكافحة الاحتيال.  

هل يمثل هذا تضاربًا في المصالح؟

ببساطة، الشركة التي تساعد على منع التلاعب في المباريات، هي نفسها التي تقدم بيانات للمراهنين حول العالم، مما يفتح باب الشك حول مدى استقلالية عملها.  

قضية الاتحاد الآسيوي.. هل كانت الفضيحة الأولى؟

في 2023، أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تجديد تعاقده مع "سبورت رادار" لمكافحة التلاعب في المباريات، لكن بعد فترة قصيرة، تفجّرت فضيحة مباراة ماليزيا وكوريا الجنوبية في بطولة آسيا، حيث ظهرت شبهات حول تفويت المباراة، وواجه الاتحاد الآسيوي اتهامات بالفساد.  

الغريب أن الجهة المسؤولة عن مراقبة النزاهة في البطولة كانت "سبورت رادار"، مما زاد الشكوك حول فعالية دورها الحقيقي، وهل كانت الشركة "حارسًا نزيهًا" أم أن هناك تواطؤًا غير معلن؟  

التعاقد الغامض مع رابطة الأندية المصرية  

في سبتمبر 2024، أعلنت رابطة الأندية المصرية برئاسة أحمد دياب، التعاقد مع شركة ألمانية لتنظيم بطولة الدوري المصري موسم 2025، دون الكشف اسم الشركة، لكنهم ذكروا أن لها سابقة أعمال مع الفيفا، اليويفا، الدوري الألماني، والدوري الإماراتي.  

 

عند البحث في هذه المواصفات، تبيّن أن الشركة المعنية هي نفسها "سبورت رادار"، لكنها لم تُذكر بالاسم، مما يثير تساؤلات حول سبب التكتم.  

لماذا لم تُعلن رابطة الأندية اسم الشركة؟

- هل هناك مخاوف من ردود فعل الأندية والجماهير بسبب ارتباط الشركة بعالم المراهنات؟  

- هل يخشى المسؤولون من الكشف تفاصيل التعاقد وما قد يتضمنه من بنود غامضة؟  

- هل تكرار الشبهات حول الشركة في بطولات سابقة جعل الإعلان عنها أمرًا حساسًا؟  

إدارة جدول مجموعة التتويج.. هل هناك شبهات؟  

من المثير للاهتمام أن سبورت رادار كانت مسؤولة عن وضع جدول مجموعة التتويج في الدوري المصري، وهو الجدول الذي أثار بعض الجدل بسبب تباين مواعيد المباريات وعدالتها بين الفرق المتنافسة، ومع عدم وجود شفافية حول دور الشركة في تنظيم البطولة، يصبح من الضروري مطالبة رابطة الأندية المصرية بتوضيح تفاصيل هذا التعاقد.  

هل هناك خطر يهدد نزاهة الدوري المصري؟

مع ارتباط "سبورت رادار" بفضائح سابقة في نزاهة المباريات، وكونها شريكًا في عالم المراهنات، فإن التعاقد معها لإدارة الدوري المصري يطرح تساؤلات جدية:  

1. هل سيتم التأكد من عدم حدوث تضارب مصالح يؤثر على نزاهة البطولة؟

2. لماذا لم يتم الإعلان رسميًا عن اسم الشركة حتى الآن؟

3. هل ستكون هناك رقابة مستقلة على قرارات الشركة في تنظيم الدوري المصري؟

في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون الدوري المصري في مأمن من أي تأثيرات خارجية؟ أم أن هناك سيناريوهات غير معلنة قد تؤثر على سير المنافسة؟.