طارق النبراوي: زيادة تاريخية في المعاشات.. وقانون النقابة لم يعد مناسبًا للعصر (حوار)

بعد ثلاث سنوات من توليه منصب نقيب المهندسين، يؤكد المهندس طارق النبراوي أن النقابة حققت تطورات كبيرة، خاصة في ملف المعاشات، رغم التحديات الاقتصادية.

وحاورت "الفجر" نقيب المهندسين للحديث عن أبرز الملفات التي تم إنجازها، والمعوقات التي تواجه النقابة، مع تسليط الضوء على ضرورة تعديل قانون النقابة لمواكبة العصر.

 

المعاشات.. أكبر زيادة في تاريخ النقابة

بدايةً، كيف تقيم وضع معاشات المهندسين خلال السنوات الماضية؟

"حققنا نقلة نوعية في هذا الملف. عندما توليت المسؤولية، كان المعاش 1000 جنيه فقط، والآن وصل إلى 1600 جنيه، وخلال 2025 سيرتفع إلى 2000 جنيه، وهي أكبر زيادة في تاريخ النقابة. رغم التحديات الاقتصادية، استطعنا تحقيق فائض 670 مليون جنيه في صندوق المعاشات لعام 2024، مما مكننا من إقرار الزيادة الجديدة."

 

لكن البعض يرى أن الزيادة لا تزال غير كافية مقارنة بالتضخم؟

"ندرك أن التضخم يمثل تحديًا، ولهذا نعمل على تعظيم إيرادات النقابة، خاصة من الدمغات الهندسية، لضمان زيادات مستمرة. زيادة المعاشات تعتمد على الموارد المتاحة، ونهدف إلى تحسينها باستمرار."

 

هل هناك خطة لتمويل المعاشات من مصادر أخرى غير الدمغات الهندسية؟

"بالتأكيد، نبحث عن حلول مبتكرة، مثل الاستثمار في مشروعات هندسية كبرى، والاستفادة من الأصول المملوكة للنقابة، بالإضافة إلى تحسين إدارة الاشتراكات بما يعزز العوائد."

 

الاستثمارات.. من الجمود إلى التحرك

هل هناك جهود فعلية لتنشيط استثمارات النقابة؟

"بالتأكيد، استثمارات النقابة ظلت جامدة لفترة طويلة، لكننا بدأنا تحريكها بشكل مدروس. نستهدف استثمار أموال النقابة في مشروعات تضمن عوائد مستقرة، مما يسهم في دعم المعاشات والخدمات النقابية."

 

أزمة البطالة بين المهندسين

مع ازدياد عدد الخريجين، كيف تواجه النقابة أزمة البطالة؟

"البطالة بين المهندسين من أخطر التحديات، ولهذا نعمل على محورين: الأول هو تقنين أعداد المقبولين في كليات الهندسة، حيث نطالب بتشريعات تحدد العدد وفقًا لاحتياجات السوق. المحور الثاني هو تأهيل الخريجين عبر برامج تدريبية حديثة، تشمل الذكاء الاصطناعي والهندسة البيئية، لضمان جاهزيتهم لسوق العمل."

 

هل لديكم خطط لزيادة فرص العمل للمهندسين في المشروعات القومية؟

"نعم، نحن على تواصل دائم مع الجهات المسؤولة لضمان مشاركة المهندسين في المشروعات القومية الكبرى مثل العاصمة الإدارية، ومحطات الطاقة، وشبكات الطرق. كما نضغط لضمان حصولهم على حقوقهم المالية العادلة."

تعديل قانون النقابة.. متى يرى النور؟

ذكرت أن قانون النقابة الحالي أصبح غير مناسب.. ما أبرز التعديلات المطلوبة؟

"القانون الحالي عمره أكثر من 50 عامًا، ولم يعد يواكب التطورات، من أهم التعديلات المطلوبة تحديث اللوائح المالية، وإعادة النظر في شروط القيد، حيث إن القانون الحالي يتحدث عن أربع جامعات فقط، بينما لدينا اليوم 129 كلية هندسة نحتاج إلى قواعد جديدة تضمن جودة التعليم الهندسي، وتعطي النقابة دورًا في متابعة أداء المهندسين."

 

ما الذي يعوق تعديل القانون حتى الآن؟
"البطء في الإجراءات التشريعية هو العائق الأكبر. قدمنا مقترحات منذ 2014، لكن لم يتم التعامل معها بالجدية المطلوبة، هناك أيضًا بعض الأطراف التي تستفيد من الوضع الحالي، لكننا مستمرون في الضغط لإحداث التغيير."

 

التعليم الهندسي.. الجودة أولًا

كيف ترى دور التعليم الهندسي في تحسين المهنة؟
"هناك بعض المعاهد التي لا تقدم تعليمًا بالجودة المطلوبة، مما يؤدي إلى تخريج مهندسين بمستوى أقل من المطلوب، النقابة تعمل على تنظيم الأعداد، وضمان حصول الخريجين على تدريب مناسب، كما نوفر منحًا تدريبية مجانية في التخصصات الحديثة، لضمان جاهزيتهم لسوق العمل."

 

رسالة لشباب المهندسين
ما النصيحة التي توجهها للمهندسين الشباب؟
"لا تتوقفوا عن التعلم. المهنة تتطور بسرعة، والتدريب المستمر هو مفتاح النجاح. النقابة توفر فرصًا تدريبية مهمة، ويجب على كل مهندس الاستفادة منها لمواكبة المستجدات، خاصة في التخصصات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، التي ستفتح لهم آفاقًا واسعة."

 

ختامًا.. ما رسالتك لأعضاء النقابة؟
"النقابة تعمل بكل جهد لتحسين أوضاع المهندسين، سواء من خلال رفع المعاشات، أو تحسين الخدمات، أو الدفاع عن حقوقهم. لكن النجاح الحقيقي يتطلب مشاركة الجميع، سواء في تطوير المهنة، أو دعم النقابة لتحقيق أهدافها. نحن مستمرون في العمل، ونتطلع إلى تعاون الجميع لتحقيق مستقبل أفضل للمهندسين في مصر."