عزل ومحاكمة.. أسبوع حاسم في مستقبل رئيس كوريا الجنوبية

تقارير وحوارات

كوريا الجنوبية
كوريا الجنوبية

 


تشهد كوريا الجنوبية أسبوعًا مصيريًا في مستقبل رئيسها المعزول يون سوك يول، حيث بدأت الأحداث بإلغاء أمر اعتقاله، بينما تتجه الأنظار نحو المحكمة الدستورية التي ستقرر مصيره النهائي في محاكمة العزل.

إلغاء الاعتقال وفتح الطريق نحو المحاكمة

في تطور مفاجئ، أصدرت محكمة سيول المركزية قرارًا بإلغاء أمر اعتقال الرئيس الكوري الجنوبي الموقوف عن العمل يون سوك يول، مما يمهد الطريق أمام إطلاق سراحه بعد احتجازه منذ منتصف يناير الماضي.

وجاء هذا الاعتقال على خلفية اتهامات بالعصيان إثر فرضه الأحكام العرفية لفترة قصيرة، وهو إجراء أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والقانونية.

ووفقًا لوكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، أكد فريق الدفاع عن الرئيس أن احتجازه كان غير قانوني، حيث تم توجيه التهمة إليه بعد انتهاء مدة مذكرة التوقيف، مما دفع المحكمة إلى اتخاذ قرار بالإفراج عنه لضمان نزاهة الإجراءات القانونية.

أزمة سياسية غير مسبوقة

بدأت الأزمة في ديسمبر الماضي عندما قرر يون، وهو قاضٍ سابق، تعليق الحكم المدني وإرسال قوات عسكرية إلى البرلمان، في خطوة وصفها معارضوه بمحاولة انقلاب على الديمقراطية.

إلا أن هذه الإجراءات قوبلت برد فعل حاسم من البرلمان، الذي أسقط الأحكام العرفية خلال ساعات، ليتم بعد ذلك عزل الرئيس من منصبه واحتجازه.

وخلال جلسات المحاكمة، دافع يون عن موقفه، مؤكدًا أنه لم يكن ينوي التمرد، بل كان يسعى لحماية البلاد من "أزمة وجودية".

وأضاف في آخر تصريحاته أمام المحكمة الدستورية: "يقول حزب المعارضة إنني أعلنت الأحكام العرفية لإقامة دكتاتورية وتمديد حكمي هذا مخطط ملفق للإيقاع بي بتهمة التمرد."

محاكمة العزل.. القرار المنتظر

تتجه الأنظار الآن إلى المحكمة الدستورية، حيث بدأ القضاة مداولاتهم بشأن قرار عزل الرئيس بشكل نهائي أو إعادته إلى منصبه.

ويتطلب تثبيت العزل موافقة ستة من أصل ثمانية قضاة في المحكمة، وفي حال تأييده، ستُجرى انتخابات رئاسية مبكرة خلال 60 يومًا لانتخاب رئيس جديد للبلاد.

وتشير التوقعات إلى أن الحكم قد يصدر في منتصف مارس الجاري، مستندًا إلى التجارب السابقة، حيث استغرقت محاكمات مماثلة للرئيسين السابقين بارك غن هي وروه مو هيون ما بين 11 إلى 14 يومًا بعد انتهاء المداولات.

الخيارات المطروحة

إذا قررت المحكمة الدستورية إعادة يون إلى منصبه، فقد يشهد المشهد السياسي الكوري الجنوبي توترات كبيرة، خاصة في ظل حالة الانقسام الحاد بين أنصاره ومعارضيه.

أما في حال تثبيت عزله، فإن كوريا الجنوبية ستدخل في سباق رئاسي مبكر، قد يعيد رسم الخريطة السياسية للبلاد.