العادات الرمضانية القديمة.. تراثٌ عريقٌ متجددٌ بمنطقة الجوف

السعودية

بوابة الفجر

 

تزخرُ منطقة الجوف بتراث عريق، وتتجلى العادات والتقاليد القديمة في أبهى صورها خلال شهر رمضان ورغم تغير نمط الحياة، إلا أن العديد من هذه العادات لا تزال حاضرة بكل تفاصيلها وعبَقِها في ذاكرة الأجيال، وتُمارَس بشكل أو آخر في الوقت الحاضر.
وعن ترتيبات رؤية هلال رمضان بالعين المجردة قديمًا، يقول قاضي المحكمة المستعجلة سابقًا الشيخ حمود بن متروك البليهد: في منطقة الجوف، كما هو الحال في بقية مناطق المملكة، يعتمد تحديد بداية شهر رمضان على رؤية الهلال، وكان الناس الذين عُرف عنهم حِدة الإبصار يخرجون في ليلة التاسع والعشرين من شهر شعبان لتحري رؤية هلال رمضان، وإذا تمكن شخص عَدْلٌ من رؤية الهلال، تُبلغ الجهات المختصة، وتحديدًا كان فضيلة الشيخ فيصل آل مبارك رحمه الله، يستقبل شهادات الشهود، ويتأكد من صحتها قبل الرفع للملك وإصدار الإعلان الرسمي، وبعد ذلك يُعلن عن بداية شهر رمضان في المساجد والأسواق والأماكن العامة.
وتحدَّث عن أبرز العادات الرمضانية القديمة في الجوف من خلال استقبال الشهر بكل فرح وسرور، إذ تُقام الموائد الرمضانية والإفطار الجماعي في ساحات الأحياء المجاورة للمساجد، قائلًا: كان الأهالي يجتمعون قبل أذان المغرب، ويحضر كل منهم طَبَقًا من منزله، لتناول وجبة الإفطار سويًا، وكان هذا التقليد يعزز روح التآخي والتلاحم بين أفراد المجتمع.
وتابع البليهد أن الناس يحرصون على قراءة القرآن الكريم، ومنهم من يختمه من ثلاث إلى أربع ختمات، ويداومون على ذلك من بعد صلاة الفجر حتى قبيل أذان المغرب، فيما يتخلل صلاة التراويح الأحاديث النافعة والمحفزة على التزود من العبادة، ويشجع الأهالي أطفالهم على الصيام وهم في سن مبكرة، ويحتفلون باليوم الأول لصيامهم، ويقدمون لهم الهدايا.
وتعدّ الأكلات الشعبية المميزة من ملامح رمضان القديمة التي لا تزال حاضرة في المنطقة، وتتميز المائدة الرمضانية في الجوف بتنوع الأطباق الشعبية مثل الجريش والمقشوش والشوربة واللقيمات، إضافة إلى التمر والقهوة السعودية، التي تعّد جزءًا أساسيًا من الضيافة في المنطقة، حيث تتزين موائد الإفطار بهذه الأكلات الضاربة بجذورها في عمق موروث المنطقة؛ مما يزيد من ارتباط الأجيال الجديدة بإرث الآباء والأجداد