توتر في جنوب السودان.. اعتقالات تطال حلفاء مشار وتهدد اتفاق السلام

تقارير وحوارات

سيلفاكير ورياك مشار_أرشيف
سيلفاكير ورياك مشار_أرشيف

 


تشهد العاصمة جوبا حالة من التوتر السياسي والأمني، بعد أن قامت قوات الجيش بمحاصرة منزل نائب الرئيس رياك مشار واعتقال عدد من حلفائه البارزين، من بينهم وزير النفط بوت كانج شول وعدد من القادة العسكريين.

هذه الخطوة أثارت مخاوف من انهيار اتفاق السلام الموقع عام 2018، والذي أنهى حربًا أهلية استمرت لسنوات وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف.

اعتقالات دون تبرير رسمي

وفقًا لتصريحات المتحدث باسم مشار، فإن الاعتقالات شملت وزير النفط، بالإضافة إلى نائب قائد الجيش ومسؤولين عسكريين آخرين وُضعوا رهن الإقامة الجبرية.

ورغم الانتشار الأمني الكثيف حول مقر إقامة نائب الرئيس، إلا أنه تمكن من مغادرة منزله والتوجه إلى مكتبه صباح الأربعاء، حتى الآن، لم تصدر الحكومة أي توضيحات رسمية حول دوافع هذه الاعتقالات.

مخاوف من انهيار اتفاق السلام

لم يعلّق مشار أو حزبه "الحركة الشعبية لتحرير السودان" رسميًا على الأحداث، لكن وزير المياه والمتحدث باسم الحزب، بال ماي دينج، اعتبر أن هذه الاعتقالات "تهدد استقرار اتفاق السلام".

من جانبه، دعا المدير التنفيذي لمركز السلام والمناصرة، تير مانيانج جاتويتش، إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين، محذرًا من أن التصعيد قد يؤدي إلى "حرب شاملة" في البلاد.

خلافات متصاعدة بين كير ومشار

تأتي هذه التطورات في ظل توتر مستمر بين الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار.


ففي الشهر الماضي، حذّر مشار من أن إقالة حلفائه من الحكومة قد تقوض اتفاق السلام الهش. وعلى الرغم من نجاح الاتفاق في إنهاء الحرب الأهلية رسميًا، إلا أن الصراعات القبلية والعنف السياسي لا تزال تمثل تهديدًا للاستقرار في جنوب السودان.

تداعيات الحرب الأهلية على الاقتصاد

منذ اندلاع الحرب الأهلية في ديسمبر 2013، بعد إقالة كير لمشار، قُتل نحو 400 ألف شخص، فيما نزح أكثر من 2.5 مليون مواطن من منازلهم.

كما أثر الصراع بشكل كبير على الاقتصاد، حيث تراجع إنتاج النفط – المصدر الأساسي للدخل القومي – ما زاد من معاناة الدولة الفتية التي تعاني من أزمات اقتصادية متفاقمة.

دعوات دولية للتهدئة

في ظل هذا التصعيد، جدد المبعوثون الغربيون دعوتهم للقيادات السياسية في جنوب السودان لخفض التوتر، محذرين من أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى انهيار اتفاق السلام والعودة إلى دوامة العنف.


ويبقى السؤال المطروح: هل تنجح الجهود الدولية والمحلية في احتواء الأزمة، أم أن جنوب السودان مقبل على موجة جديدة من الصراع المسلح؟