أبرز أهداف القمة العربية في القاهرة
المصادقة على خطة إعادة إعمار غزة ومواجهة مقترحات ترامب.. أبرز أهداف القمة العربية في القاهرة

في ظل التوترات المتزايدة التي تشهدها القضية الفلسطينية، يجتمع قادة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة اليوم الثلاثاء، للمصادقة على خطة إعادة إعمار قطاع غزة، والتي تأتي في مواجهة الأفكار المثيرة للجدل التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين.
ورغم المساعي الحثيثة للوصول إلى رؤية عربية موحدة، لا تزال هناك عقبات رئيسية تحول دون إتمام الخطة، إذ تظل قضية الحكم الفلسطيني في غزة ومستقبل حركة حماس من بين الملفات العالقة التي تحتاج إلى توافق عربي ودولي. كما أن انتهاء الهدنة المؤقتة يوم الأحد الماضي يزيد من مخاوف تجدد القتال بين إسرائيل وحماس، ما قد يعرقل أي خطط لإعادة إعمار القطاع.
ووفقًا لما نشرته وكالة بلومبرج، فمن المتوقع أن يتم عرض الوثيقة الخاصة بالخطة، والتي تصل إلى 150 صفحة، خلال القمة الاستثنائية للجامعة العربية وسط محاولات حثيثة من الدول العربية وعلى رأسها السعودية ومصر، لتشكيل جبهة موحدة ضد أي تحركات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين.
ملامح خطة إعادة إعمار غزة
كشفت مصادر عربية أن خطة إعادة إعمار غزة، التي سيتم طرحها في القمة، تهدف إلى تسريع عمليات إعادة الإعمار لتتم خلال 3 سنوات بدلًا من 5، وتنقسم إلى ثلاث مراحل رئيسية:
- إزالة الركام والنفايات خلال الأشهر الستة الأولى.
- إقامة البنية التحتية في رفح والمناطق الجنوبية من القطاع.
- إعادة الإعمار في مناطق الوسط والشمال، وذلك بالتزامن مع انسحاب إسرائيل وفق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في الدوحة في 13 يناير الماضي.
وتشارك في تنفيذ هذه الخطة 24 شركة مصرية وعربية ودولية، كما تتضمن تخصيص 7 مناطق في القطاع لتوفير الإسكان المؤقت لما يقرب من 1.5 مليون فلسطيني.
إدارة قطاع غزة بعد الحرب
تطرح الخطة رؤية جديدة لإدارة قطاع غزة عقب الحرب، عبر تشكيل لجنة إدارية مؤقتة تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، وتتولى مهامها إلى حين تمكين السلطة الفلسطينية من السيطرة الكاملة على القطاع. كما تقترح الخطة تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية في مصر والأردن استعدادًا لنشرها في غزة.
ومن بين النقاط المثيرة للنقاش، احتمال نشر قوات حفظ سلام دولية في القطاع بإشراف مجلس الأمن الدولي، وهو ما قد يواجه معارضة إسرائيلية وأمريكية.
العقبات التي تواجه الخطة
رغم الدعم العربي الواسع، لا تزال هناك عقبات رئيسية تهدد تنفيذ خطة إعادة الإعمار، أبرزها مستقبل الحكم في غزة حيث لا يزال هناك خلاف حول دور حماس، وما إذا كان سيتم دمجها في السلطة الفلسطينية أم إقصاؤها وعودة القتال فانتهاء الهدنة بين إسرائيل وحماس يزيد من احتمالات استئناف الحرب، ما قد يؤجل تنفيذ أي خطط إعادة إعمار والموقف الإسرائيلي والأمريكي حيث تسعى إسرائيل، بدعم من إدارة ترامب، إلى تمديد المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، بينما تصر حماس على تنفيذ المرحلة الثانية التي تشمل وقف الحرب نهائيًا.
موقف مصر والسعودية من المقترحات الأمريكية
خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، اقترح دونالد ترامب فكرة الاستيلاء على غزة ونقل الفلسطينيين منها لإنشاء منتجع سياحي، وهو ما قوبل برفض عربي ودولي واسع.
وتقود مصر والسعودية جهودًا دبلوماسية لإجهاض المقترحات الأمريكية، حيث حذرت القاهرة من أن أي تعطيل لخطة إعادة الإعمار سيؤدي إلى مزيد من التوترات في المنطقة. وفي مؤتمر صحفي، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن "الحفاظ على وقف إطلاق النار أمر بالغ الأهمية"، مشيرًا إلى أن العودة للحرب ستعرقل كل الجهود الرامية لإعادة إعمار غزة.
الخطوات المقبلة بعد القمة العربية
من المقرر أن يتم عرض الخطة المصرية العربية على القادة العرب خلال القمة الطارئة في القاهرة، قبل أن يتم الانتقال إلى اجتماع وزاري في السعودية لتحديد آليات التنفيذ. وسيشارك في هذا الاجتماع ممثلون عن الدول ذات الأغلبية المسلمة، مثل إندونيسيا وإيران وماليزيا وتركيا، لبحث دور المجتمع الإسلامي في دعم الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة.