القمة العربية الطارئة في القاهرة
رفض التهجير وإعادة إعمار غزة.. ماذا نتوقع من القمة العربية الطارئة في القاهرة؟

تنطلق اليوم الثلاثاء في العاصمة القاهرة قمة عربية طارئة لمناقشة آخر التطورات في قطاع غزة، وسط تصاعد الضغوط الدولية والعربية لوقف التهجير القسري للفلسطينيين وإعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب الإسرائيلية وتأتي القمة بعد موجة رفض واسعة لمقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما قوبل بإدانة حازمة من الدول العربية والمنظمات الدولية.
فمنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، والتي استمرت حتى 19 يناير 2025، تعرض القطاع لمجازر دموية راح ضحيتها أكثر من 160 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب فقدان أكثر من 14 ألف شخص، مما جعل المجتمع الدولي يطالب بوقف الحرب وإعادة إعمار القطاع المنكوب.
رفض عربي ودولي لمخططات التهجير
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا منذ 25 يناير الماضي عندما بدأ الترويج لمقترح تهجير سكان غزة إلى الدول المجاورة، في خطوة تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة الديموغرافية للفلسطينيين، وهو ما رفضته الدول العربية بشكل قاطع، وعلى رأسها مصر والأردن. كما واجهت هذه المخططات معارضة شديدة من منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية التي رأت فيها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء وجود الشعب الفلسطيني على أرضه.
تصريحات نتنياهو وتصاعد الغضب العربي
في سياق متصل، جاءت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إمكانية إقامة دولة فلسطينية داخل السعودية لتزيد من حدة التوتر، حيث قوبلت برفض عربي واسع، باعتبارها محاولة للتنصل من أي حل حقيقي للقضية الفلسطينية، والالتفاف على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
مصر تطرح خطة شاملة لإعمار غزة
وسط هذه التطورات، بلورت مصر خطة عربية شاملة تهدف إلى إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، وذلك في إطار تحركات دبلوماسية مكثفة لحماية حقوق الفلسطينيين ومنع محاولات فرض حلول غير عادلة. ومن المقرر أن يتم عرض هذه الخطة على القادة العرب في قمة اليوم، بهدف التوصل إلى رؤية موحدة تدعم الشعب الفلسطيني وتحميه من التهجير القسري.
كارثة إنسانية في غزة تستدعي التحرك العاجل
خلفت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث قُتل عشرات الآلاف من الأبرياء، في مجازر وصفتها المنظمات الحقوقية بـ "الإبادة الجماعية". ومع الدمار الهائل الذي طال البنية التحتية والمستشفيات والمنازل، أصبح أكثر من مليون فلسطيني مشردين بلا مأوى، في ظل حصار خانق يمنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم.
ختامًا.. قمة مصيرية لمستقبل غزة
تمثل القمة العربية الطارئة في القاهرة محطة حاسمة في مسار القضية الفلسطينية، حيث تسعى الدول العربية إلى اتخاذ موقف موحد ضد التهجير القسري، وإقرار خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة، مع التأكيد على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. ومن المتوقع أن تشهد القمة مداولات مكثفة للخروج بقرارات عملية تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وتتصدى للمحاولات الهادفة إلى طمس حقوقه التاريخية.