القادة العرب في القاهرة

ساعات قلائل وتنطلق القمة العربية العاجلة 2025 حول فلسطين

تقارير وحوارات

انطلاق القمة العربية
انطلاق القمة العربية ٢٠٢٥

في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصًا بعد الأحداث الأخيرة في قطاع غزة، تحتضن العاصمة المصرية، القاهرة، القمة العربية الطارئة حول فلسطين اليوم، الثلاثاء 4 مارس 2025. تأتي هذه القمة استجابة لدعوات عربية ودولية لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وما تبعه من مقترحات دولية مثيرة للجدل بشأن تهجير الفلسطينيين وإعادة تشكيل الواقع الديموغرافي في الأراضي المحتلة.

أهداف القمة ومحاور النقاش


تتمحور القمة حول عدد من القضايا العاجلة، أهمها رفض التهجير القسري للفلسطينيين، ووضع خطة عربية موحدة لإعادة إعمار قطاع غزة، إضافةً إلى مناقشة الدور العربي في مواجهة التحديات السياسية والإنسانية التي تمر بها القضية الفلسطينية. ومن أبرز النقاط التي سيتم طرحها في القمة:

1. رفض قاطع لمخططات التهجير القسري
أكدت مصادر دبلوماسية أن القادة العرب سيصدرون بيانًا موحدًا يرفض بشكل قاطع محاولات تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول الجوار مثل مصر والأردن. وسبق أن أعلنت الدولتان رفضهما القاطع لمثل هذه المخططات، مؤكدةً أن أي تغيير ديموغرافي قسري في المنطقة سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي.

يأتي هذا الرفض العربي استجابةً لمقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أثارت موجة من الاستنكار، خاصةً أنها تتماشى مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إمكانية إقامة دولة فلسطينية داخل السعودية، وهو ما قوبل باستهجان واسع من الدول العربية والمجتمع الدولي.

2. خطة عربية لإعادة إعمار غزة
إحدى أبرز الملفات المطروحة على طاولة القمة هي خطة إعادة إعمار قطاع غزة، والتي تبنّتها مصر بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وعدد من الدول العربية، استنادًا إلى دراسات أجرتها منظمات دولية مثل البنك الدولي والصندوق الإنمائي للأمم المتحدة. تستهدف هذه الخطة توفير حلول عاجلة لمواجهة الدمار الواسع الذي خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، والتي استمرت بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، وأدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود.

وستركز القمة على تأمين التمويل العربي والدولي اللازم لتطبيق هذه الخطة، إضافةً إلى إنشاء آليات رقابية لضمان تنفيذها بشكل يتناسب مع احتياجات السكان الفلسطينيين المتضررين.

3. الدعوة لعقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار
ضمن الجهود المبذولة لدعم إعادة الإعمار، من المتوقع أن تدعو القمة إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة خلال الفترة المقبلة، يجمع الدول المانحة والمنظمات الإقليمية والدولية، وذلك لوضع آليات واضحة وسريعة لتقديم الدعم العاجل للقطاع.

4. التحذير من محاولات تغيير الوضع القائم
أكدت مصادر دبلوماسية أن القادة العرب سيشددون على رفض أي محاولات إسرائيلية لتغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث ستتضمن القمة تحذيرات واضحة من أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين سيؤدي إلى انفجار أزمات جديدة قد تمتد إلى دول أخرى في المنطقة، مما يهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

ردود الفعل الإقليمية والدولية


1. الموقف الفلسطيني
رحبت القيادة الفلسطينية بعقد هذه القمة في توقيت حاسم، حيث أكدت السلطة الفلسطينية على ضرورة تفعيل قرارات ملزمة تمنع تهجير الفلسطينيين وتضمن إعادة إعمار غزة بسرعة. كما طالبت بتشكيل لجنة عربية ودولية لمتابعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن القمة.

2. الموقف المصري
لعبت مصر دورًا رئيسيًا في التحضير لهذه القمة، حيث عملت على صياغة رؤية عربية موحدة لمواجهة التحديات الراهنة في القضية الفلسطينية. ومن المتوقع أن يقدم الرئيس المصري تقريرًا تفصيليًا حول الجهود المصرية في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية، وكذلك المساعدات التي قدمتها القاهرة للقطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلي.

3. الموقف الأردني
أكدت الحكومة الأردنية رفضها القاطع لمشاريع تهجير الفلسطينيين، محذرةً من أن أي محاولات في هذا الصدد ستؤدي إلى توتر إقليمي خطير. كما طالبت بدور دولي أكثر فاعلية في وقف الانتهاكات الإسرائيلية ودعم إعادة الإعمار.

4. الموقف الدولي
أثارت التطورات الأخيرة في فلسطين ردود فعل واسعة من قبل المجتمع الدولي، حيث أعربت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما البالغ إزاء التداعيات الإنسانية للحرب في غزة، مطالبين بضرورة وقف التصعيد والعمل على تحقيق حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية. ومع ذلك، فإن المواقف الأمريكية الأخيرة بشأن تهجير الفلسطينيين أثارت استياءً واسعًا بين الدول العربية والإسلامية.

تحديات القمة وآفاق المستقبل


على الرغم من الأهمية الكبيرة للقمة العربية الطارئة، إلا أنها تواجه العديد من التحديات، أبرزها:

إمكانية تنفيذ قرارات القمة: تكررت الاجتماعات العربية حول القضية الفلسطينية دون تحقيق تغييرات جوهرية على الأرض. لذا، فإن نجاح القمة يعتمد على وضع آليات تنفيذية واضحة تضمن تطبيق القرارات المتفق عليها.

ضمان التمويل الدولي لإعادة الإعمار: رغم الدعم العربي، إلا أن إعادة إعمار غزة تحتاج إلى موارد مالية ضخمة، مما يتطلب تعاونًا مع المجتمع الدولي.

التعامل مع السياسات الإسرائيلية المتعنتة: لا تزال الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو ترفض أي حلول سياسية عادلة، مما يجعل من الضروري الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جادة لوقف الانتهاكات المستمرة.

إيجاد آلية عربية موحدة لدعم الفلسطينيين: تتطلب المرحلة القادمة تعزيز الوحدة العربية والعمل المشترك لضمان حماية حقوق الفلسطينيين، ومواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجههم.


تعكس القمة العربية العاجلة لعام 2025 موقفًا عربيًا موحدًا إزاء القضية الفلسطينية، حيث ترفض بشكل قاطع التهجير القسري، وتؤكد على ضرورة إعادة إعمار غزة، مع تحذير واضح من تداعيات استمرار الاحتلال الإسرائيلي في سياساته العدوانية. ومع ذلك، يبقى نجاح هذه القمة مرهونًا بقدرة الدول العربية على اتخاذ إجراءات عملية وملموسة تُترجم إلى واقع ملموس لدعم القضية الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطيني من المخاطر المحدقة به.