أزمة دبلوماسية وتراجع الدعم الغربي.. كيف خسر زيلينسكي وترامب مكانتهما على الساحة الدولية؟

تقارير وحوارات

ترامب وزيلينسكي -
ترامب وزيلينسكي - الفجر

 

 

في خضم المتغيرات السياسية المتسارعة، يواجه كل من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تحديات كبرى على الساحة الدولية، وسط تراجع الدعم الغربي وصدامات دبلوماسية غير محسوبة.

فعلى الرغم من أن كليهما سعى لتقديم نفسه كقائد قوي في مواجهة الأزمات، إلا أن تصرفاتهما السياسية والإعلامية الأخيرة تسببت في إضعاف موقفهما الدولي، مما قد يؤدي إلى تداعيات طويلة الأمد على مستقبلهما السياسي.

تصعيد غير محسوب.. زيلينسكي يخسر دعم واشنطن

أكد الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، أن الرئيس الأوكراني تعرض لنكسة كبيرة خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، حيث كان يسعى لتعزيز صورته كبطل قومي يحارب "العدوان الروسي" ويدافع عن أوروبا، إلا أنه فوجئ بموقف أمريكي أكثر تحفظًا تجاه الأزمة.

أضاف ملحم في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن زيلينسكي فقد أعصابه خلال اجتماعاته في البيت الأبيض، واستخدم لغة غير دبلوماسية خلال حديثه مع المسؤولين الأمريكيين، مما دفع نائب الرئيس الأمريكي إلى توبيخه مباشرة.

وأكمل أن مثل هذه التصرفات التصعيدية أثارت قلق الإدارة الأمريكية، التي بدأت تتبنى نهجًا أكثر حذرًا في دعم أوكرانيا، خشية أن يؤدي التصعيد إلى تفاقم الصراع مع روسيا بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

 

وأشار ملحم إلى أن زيلينسكي لم يخسر فقط الدعم السياسي، بل فقد أيضًا تعاطف الرأي العام الأمريكي، الذي كان يرى في أوكرانيا ضحية لاعتداء روسي. لكن تصريحاته الحادة في واشنطن، والتي بدت وكأنها اتهام مباشر للولايات المتحدة بعدم تقديم الدعم الكافي، أثارت استياءً واسعًا داخل الأوساط السياسية والشعبية الأمريكية.

واختتم مدير مركز "جي إس إم" للدراسات أن هذا التحول قد يدفع واشنطن إلى إعادة النظر في دعمها السياسي والعسكري لأوكرانيا، وربما إعادة تقييم شرعية زيلينسكي نفسه، خاصة أنه لم يُجرِ انتخابات وفقًا للدستور الأوكراني، وهو ما قد يعزز الدعوات لإجراء انتخابات جديدة أو تسليم السلطة للرئيس البرلماني الأوكراني.

ترامب.. الابتزاز السياسي عبر الإعلام

في سياق متصل، انتقد الباحث في العلاقات الدولية والتنمية، الدكتور كمال دفع الله بخيت، الأسلوب السياسي الذي يتبعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، معتبرًا أنه يعتمد على الابتزاز السياسي واستخدام الإعلام كأداة ضغط على قادة الدول، مما يضعف العلاقات الدولية ويؤثر سلبًا على استقرار النظام العالمي.

أضاف بخيت في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن ترامب استخدم البث الإعلامي المباشر كوسيلة لفرض أجندته السياسية، حيث قام بكشف أجزاء من محادثاته مع زعماء دوليين، مثل ملك الأردن والرئيس الأوكراني، في خطوة وصفها بأنها "قلة أدب سياسي". وأشار إلى أن هذه التصرفات تهدف إلى إحراج القادة أمام شعوبهم، بدلًا من تعزيز التعاون الدبلوماسي، مما يفاقم التوترات الدولية ويضعف الثقة المتبادلة بين الدول.

بين الابتزاز وفقدان الشرعية.. ما مصير زيلينسكي وترامب؟

 

يرى المحللون أن كلًا من زيلينسكي وترامب يواجهان تحديات سياسية كبرى تهدد مستقبلهما. فمن جهة، يجد زيلينسكي نفسه أمام أزمة داخلية ودولية متفاقمة، حيث تتزايد الضغوط لإجراء انتخابات رئاسية جديدة، في ظل فقدانه للدعم الغربي بشكل متزايد. ومن جهة أخرى، يواصل ترامب استخدام الأساليب الإعلامية المثيرة للجدل، مما يضعف مصداقيته السياسية، سواء داخل الولايات المتحدة أو على المستوى الدولي.

وفي ظل هذه التحديات، يبقى السؤال الأبرز: هل يستطيع زيلينسكي إنقاذ موقعه السياسي وسط تصاعد الضغوط الغربية؟ وهل ستؤثر تكتيكات ترامب الإعلامية على حظوظه في العودة إلى البيت الأبيض؟ الأيام المقبلة وحدها ستكشف عن الإجابة.