التوترات تتصاعد في غزة وسط خلافات حول اتفاق وقف إطلاق النار ومصير المحتجزين الإسرائيليين

تتصاعد التوترات في قطاع غزة مع استمرار الخلافات بين إسرائيل وحركة حماس حول تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، في وقت تشهد فيه الساحة السياسية تحركات إقليمية ودولية لمحاولة التوصل إلى تسوية جديدة.
نتنياهو: مستعدون لتمديد الهدنة ولكن بشروط
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موافقة حكومته على المقترح الأمريكي بتمديد وقف إطلاق النار لمدة 50 يومًا، بشرط الإفراج عن نصف المحتجزين الإسرائيليين في غزة. كما أكد أن إسرائيل لن تتردد في اتخاذ خطوات عسكرية إضافية ضد حماس إذا لم تلتزم الأخيرة بإطلاق سراحهم.
وفي سياق متصل، وجّه نتنياهو شكره للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واصفًا إياه بـ "أعظم صديق لإسرائيل"، مشيرًا إلى أن الدعم العسكري الأمريكي يُمكّن إسرائيل من "إنهاء المهمة" ضد ما وصفه بـ "محور إيران".
تصعيد سياسي وعسكري بين الطرفين
من جانبه، أكد القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، أن إسرائيل خرقت الاتفاق، مشيرًا إلى أن الاحتلال منع إدخال 50 شاحنة وقود يوميًا، وقيّد استيراد مواد البناء والمعدات الطبية، كما توغل في محور فيلادلفيا، ومنع استئناف التجارة عبر معبر رفح. وأضاف أن هناك 210 خروقات إسرائيلية موثقة لاتفاق وقف إطلاق النار، وأدى ذلك إلى استشهاد 116 فلسطينيًا منذ بداية الهدنة.
في المقابل، صرح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بأن الحكومة قررت وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهدد بقطع الكهرباء والمياه والعودة إلى العمليات العسكرية إذا لم يتم تنفيذ شروط إسرائيل.
توترات داخلية في إسرائيل وضغوط على الحكومة
داخليًا، تواجه حكومة نتنياهو انتقادات حادة من المعارضة الإسرائيلية، حيث دعا زعيم المعارضة يائير لابيد إلى إعادة جميع المحتجزين فورًا، متهمًا الحكومة بالتقاعس عن تأمين سلامتهم.
وفي تقرير لصحيفة هآرتس، أشار الكاتب الإسرائيلي يوسي ميلمان إلى أن إسرائيل خرقت الاتفاق مع حماس، تمامًا كما فعلت في محطات سابقة من تاريخها، مؤكدًا أن نتنياهو يستخدم هذه الأزمة لتعزيز موقفه السياسي وضمان دعم اليمين المتطرف.
تحركات دبلوماسية وسط تعثر جهود التسوية
وسط هذه التوترات، أفادت مصادر إسرائيلية بأن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لن يزور إسرائيل حاليًا، حيث تنتظر واشنطن تحقيق تقدم في المفاوضات قبل إيفاده. كما أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن الوسطاء الإقليميين طالبوا إسرائيل بالانتظار بضعة أيام قبل استئناف القتال، على أمل إقناع حماس بالتوصل إلى تسوية.
القمة العربية الطارئة في القاهرة وتحركات لإعمار غزة
في ظل هذه التطورات، وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية الطارئة، والتي تأتي في وقت حساس مع ازدياد التعقيدات السياسية والميدانية.
كما كشفت مصادر دبلوماسية لقناة العربية عن أن حماس استبقت القمة بتشكيل لجنة خاصة لإدارة قطاع غزة، في خطوة قد تعكس محاولاتها تعزيز موقفها التفاوضي.
وفي سياق جهود إعادة الإعمار، أفادت المصادر المصرية بأن هناك خطة تتضمن إصلاح البنية التحتية في غزة، وإنشاء صندوق إعمار بقيمة تتراوح بين 2 و5 مليارات دولار، بإشراف لجنة عربية – أوروبية، في إطار مساعٍ لإيجاد حل دائم للأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
مع استمرار التوترات السياسية والعسكرية، تبدو الأوضاع في قطاع غزة على صفيح ساخن، في وقت تسابق فيه الأطراف الإقليمية والدولية الزمن لمنع انهيار وقف إطلاق النار. ومع اقتراب موعد القمة العربية، يترقب الجميع ما إذا كانت ستساهم في رسم ملامح جديدة للتسوية، أم أن التصعيد سيعود إلى الواجهة.