نتنياهو يتحدى الانتقادات ويواصل التصعيد: مزاعم رئيس وزراء الاحتلال في مواجهة الغضب الداخلي والدولي

في ظل ضغوط متزايدة من عائلات الأسرى الإسرائيليين والمعارضة الداخلية، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدي الانتقادات، رافضًا المضي قدمًا في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس. تأتي هذه التطورات في وقت تتفاقم فيه الأزمة داخل إسرائيل، وسط احتجاجات مستمرة ضد سياسته تجاه ملف الأسرى ورفضه إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
اعتذار ورفض للمطالبات
في خطوة لاحتواء الغضب الداخلي، اتصل نتنياهو بالأسير الإسرائيلي المفرج عنه حديثًا، إيلي شرعابي، ليعتذر له عن التأخير في إطلاق سراحه، قائلًا: "أنا آسف لأن الأمر استغرق منا وقتًا طويلًا". لكن الرد جاء صادمًا من شرعابي، الذي طالب رئيس الوزراء بإعادة جميع الرهائن بشكل عاجل. هذا الموقف يعكس تصاعد الإحباط داخل المجتمع الإسرائيلي من سياسات الحكومة تجاه ملف الأسرى.
تصعيد الانتقادات من عائلات الأسرى
في المقابل، واصل أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة هجومهم على الحكومة، معربين عن مخاوفهم من أن يؤدي استئناف العمليات العسكرية إلى تعريض حياة ذويهم للخطر. وقال ألون نمرودي، والد الأسير تمير نمرودي، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "نحن في ذروة المفاوضات ونمارس قوة قد تكلفنا رهائن. لقد فعلنا هذا في الماضي وخسرنا عشرات الرهائن".
إسرائيل تواجه انتقادات دولية بسبب انتهاكاتها
من جهة أخرى، تعرض نتنياهو لانتقادات حادة بعد قراره منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو ما وصفته حركة حماس بـ "ابتزاز رخيص وجريمة حرب". ووفقًا لتقارير صادرة عن منظمات حقوقية، فقد خرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 900 مرة منذ 19 يناير/كانون الثاني، مما أسفر عن مقتل 116 فلسطينيًا وإصابة 490 آخرين.
الموقف الأمريكي ودعم إسرائيل
ورغم الضغط المتزايد من بعض الدوائر السياسية في واشنطن، لا تزال الإدارة الأمريكية تقدم دعمها المطلق لإسرائيل، حيث لم تتخذ أي خطوات فعلية للضغط على نتنياهو للالتزام بالاتفاق. في الوقت ذاته، تصاعدت الانتقادات داخل إسرائيل، حتى من قبل بعض المسؤولين السابقين، الذين اعتبروا أن تعنت نتنياهو قد يؤدي إلى عزله سياسيًا على المدى الطويل.
المحكمة الجنائية الدولية: تحقيقات معلقة ومذكرات اعتقال دولية
وسط هذه الفوضى، يواصل نتنياهو تجاهل قرار المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرات اعتقال بحقه ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة. ومع استمرار القتال والمماطلة في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الأسرى، يبقى المشهد مفتوحًا على جميع الاحتمالات، وسط تهديدات إسرائيلية بمواصلة حربها على القطاع.
إلى أين تتجه الأمور؟
بين تحدي نتنياهو للانتقادات الداخلية والدولية، وضغط عائلات الأسرى على حكومته، يبدو أن إسرائيل تقف عند مفترق طرق حساس. فإما أن يرضخ نتنياهو للضغوط ويتحرك نحو اتفاق جديد مع حماس، أو يواصل التصعيد، مما قد يؤدي إلى مزيد من التعقيد في المشهد السياسي والعسكري الإسرائيلي، خاصة مع تزايد الانتقادات الدولية بشأن سياساته في غزة.